رأي البيان: هل يعيد التاريخ نفسه

ت + ت - الحجم الطبيعي

تزايد مؤشرات زيارة الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان الى العاصمة العراقية يوحي بقرب احتواء الازمة بين بغداد وواشنطن وايجاد مخرج سلمي ودبلوماسي وخاصة في ظل تصاعد لهجات ومواقف الرفض العربية والدولية لتوجيه أية ضربة عسكرية للعراق . زيارة عنان لبغداد تعيدنا الى عام 1991 حينما قام الامين العام الاسبق للامم المتحدة خافيير بيريز دي كويلار بزيارة اللحظة الاخيرة في محاولة لتفادي اندلاع الحرب الا ان اصرار بغداد على مواقفها وتشددها وخطأ حساباتها في التعامل مع الأزمة آنذاك حطم كافة الأمال وجر المنطقة للكوارث انسانية وسياسية واقتصادية ودولية أيضا. ويبدو الان ان التاريخ يعيد نفسه, الا ان بغداد تستطيع الا تكرر مأسي ما حدث قبل ثماني سنوات من خلال قبولها الالتزام بقرارات الامم المتحدة وتسهيل مهام المفتشين الدوليين بما يتناسب مع المعطيات الموجودة على ارض الواقع. وكذلك يجب على الادارة الامريكية الكف عن سياسة الترويع والتهديد واستخدام اساليب غير انسانية وغير شرعية على الاطلاق. رصد الاحداث على الساحة الان يشير الى وجود مبررات ودوافع قوية لرفض توجيه ضربة للعراق لان تحقيق ذلك وبكل المقاييس يخدم مصالح واشنطن واسرائيل بالدرجة الاولى على حساب الحقوق العربية, وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلا, ونجدد تأكيدنا على دعم وتعزيز الحل السياسي ومناهضة القوة والتسلط والمزيد من الصواريخ والقنابل على الشعب العراقي الذي لم يشف من جرائم الحرب الماضية.

Email