مع الناس: بقلم -عبد الحميد أحمد

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك من يسأل عن القطة ولماذا تسير الى جوار الحائط فيأتيه الجواب بأنها تفضل السلامة, هذا اذا كانت القطة تفهم مصلحتها كما يفهمها الانسان العاقل فتتصرف مثله, والا فالجواب الصحيح هو لأن مزاجها هكذا. هذا الجواب من نوع الجواب عن سؤال حول اربعة اشخاص يجلسون في مقهى فجاء ولد صغير ليعدهم فوجدهم ثلاثة, لماذا؟ الجواب: ولد وأخطأ, فيذكرنا ببعض الطرائف التي تستفز اكثر مما تريح, وبعض الثقلاء الذين يمزحون, يضربني احدهم بسبب هذا. فقد سألت زميلا لماذا هو حلو المعشر وطيب ولذيد, ولم يعرف هو شخصيا الاجابة, فلما عجز قلت له: ألم تقل لي مرة ان عندك سكري؟ مقابل جارة اشتكت ان ولدها لم يطلع عليها, فطلبت منها ان تحمد الله لذلك لأن مهمتها ستكون صعبة الآن في تنزيله عنها, والافضل لها لو ان ولدها مشى عليها. ويمكنني ان اسأل القرآء عن الفولكس واجن تحت العمارة يدل على ماذا, من دون ان يعرف احدهم ان ذلك يدل على وجود فيل يسكن العمارة, او ماذا يحدث لو صعد فيل على الشجرة, فيكون الجواب الصحيح الذي لن يفكر فيه قارىء هو ان عدد الافيال على الارض سوف ينقص واحدا, اما السؤال الصعب فهو: ماذا يحدث ان طلع احدهم على المعاش؟ فالجواب الصحيح هو انه لن يعرف كيف ينزل. طبعا هناك من القراء من يعرف حكاية الرجل الذي عاد الى منزله بعد منتصف الليل سكران, فأحدث ضوضاء شديدة في المنزل ومع ذلك لم تستيقظ زوجته, فلماذا؟ لأنه ببساطة غير متزوج, او حكاية الرجل الذي كتب في وصيته يطلب من زوجته ان تتزوج من بعده كشرط لكي ترثه, ذلك لأنه يريد ان يضمن من يترحم عليه. مثل السكران الذي احدث ضوضاء ولم تستيقظ زوجته لأنه اعزب, الشخص الذي لا يمكنه ان يستقيل من عمله ابدا, لماذا؟ لأنه بلا عمل, وهناك الرجل الذي اراد الانتحار فألقى بنفسه من النافذة ولكنه مع ذلك لم يصب بسوء, لأنه يسكن في الدور الارضي, غير ان سؤالا سأتركه للقارىء عن الرجل الذي فرش سرير الزوجية ليلة زفافه بالبقدونس, من هو؟ اكيد ليس بائع الكباب, اليس كذلك؟ هناك ايضا القطار الذي يقف في المحطة, لأنه لا يعرف الجلوس, والرجل الذي جاءه دور برد فرفضه, لماذا؟ لأنه ممثل, او الذي اشترى بطيخة فطلعت حمراء فأعادها للبائع, لماذا؟ لأنه نصراوي او وصلاوي. هذا النوع من التسلية والردود غير المعقولة التي لا تخطر في بال هي من نوع احاديث المساطيل التي نجدها في قول احدهم: ان الفراعنة كانوا اصحاب مزاج عال فيرد عليه آخر: طبعا, شوف الهرم فيه كم حجر, او يتأسف احدهم على ساعته لأنها واقفة منذ يومين فيرد عليه زميله: حرام عليك يا رجل, خليها تقعد. ويمكن ان نختم فنسأل القارىء لماذا يركب صدام حسين رأسه هذه الايام, فيجيبنا لأنه لا يجد شيئا آخر يركب عليه, او لأنه لا يريد ان يمشي على رجليه, واذا تركناه الى كلينتون نسأل: لماذا يصر كلينتون على ضرب العراق فيكون جوابه: ضرب الحبيب من أكل الزبيب, او نسأل: ما هي الاسلحة التي سوف يستخدمها لضرب العراق, فيكون الجواب: صاروخ جديد اسمه مونيكا.

Email