رأي البيان: فكرة خاطئة لتحقيق مكاسب داخلية وخارجية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الفشل الذريع الذي حصدته الولايات المتحدة في محاولاتها حشد التأييد العالمي لضربتها العسكرية المقبلة ضد العراق يدل بوضوح على ان وجهة النظر الامريكية بالنسبة لهذا الموضوع خاطئة وخارجة عن اطار الصواب. الا ان واشنطن مصرة على ما يبدو ان تجعل من الازمة العراقية شأنا شخصيا تسعى فيه لتحقيق مكاسب داخلية وخارجية خاصة بها ولا علاقة لها بالمجتمع الدولي سواء كان ممثلا بالامم المتحدة أو مجلس الامن, وستسير في وبالاخص فرنسا. والجديد في الامر هو ان روسيا اتخذت هذه المرة موقفا متصلبا يختلف عن مواقفها السابقة تجاه الازمات العراقية القديمة لان الرئيس الروسي هذه المرة رفع صوته بالاحتجاج بل انه لجأ إلى التهديد اكثر من مرة, وكان اخر ما ردده هو انه لن يقبل بأية ضربة عسكرية امريكية ضد العراق, ومع ذلك فان الولايات المتحدة ستركب رأسها وستضرب بمفردها دون الحصول على اي تفويض من المجتمع الدولي, وهي مصممة على ان تكون الضربة قوية. وبالطبع كان الرئيس العراقي صدام حسين غير معني بهذا الامر لان اية ضربة عسكرية لن تمسه, بل ان الشعب العراقي المسكين سيكون هو الضحية للغطرسة الامريكية, كما هو الحال في كل ضربة. ان صدام سيعتصم بدون شك في احد الملاجىء التي بناها وهيأها ولن يهتم بما يصيب شعبه من دمار, وسيستمر في خلق الاسباب التي تحمل واشنطن على ضربه والتي تجمع السخط الدولي عليه, كما سيستمر في خلق التوتر الامر الذي يدفع الولايات المتحدة في حشد المزيد من قوتها في المنطقة, بحجة حماية منابع النفط الثمينة من نوايا صدام حسين العدوانية واطماعه التي لا تنتهي, وبذلك يسعى صدام لخلق الاسباب لاستمرار الحصار الدولي المضروب على العراق منذ غزوه للكويت في اغسطس من العام 1990, وسيسقط المزيد من الضحايا من شعب العراق بسبب الجوع ونقص الادوية, وهذا بالتأكيد لا علاقة له بصدام لانه سخر كل امكانيات العراق لخدمة مصلحته الخاصة وتأمين ما يحتاجه من اسباب الرفاهية والعيش الرغيد, بصرف النظر عما يعاني منه الشعب العراقي. ان صدام بالتأكيد لن يشعر بالجوع او بعدم توفر الادوية مثل بقية المواطنين العراقيين. فقد وضح الامر عندما اصيب نجله الاكبر عدي في محاولة الاغتيال العام الماضي, عندما استدعى امهر الاطباء والاختصاصيين من جميع انحاء العالم, في حين يعجز رب العائلة العادي عن توفير دواء بسيط لمعالجة احد اولاده, ويتفرج عليه وهو يذوي ويموت وهو عاجز عن القيام بأي عمل لانقاذه. اعان الله شعب العراق على جبروت الولايات المتحدة وعدوانها بل اعان الله العراقيين على سوء تصرف قيادتهم.

Email