رأي البيان : صحوة عربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يختلف اثنان على ان الاتصالات والمشاورات التي اجراها الرئيس المصري حسني مبارك مع زعماء الدول العربية, ورحلة الدكتور عصمت عبد المجيد الامين العام للجامعة العربية, تشكل ظاهرة فريدة متميزة في السياسة العربية منذ حرب الخليج الثانية , ندعو لها بالنجاح والخروج بنتائج ايجابية على أرض الواقع لتمحو افكار وانطباعات التخاذل والتراجع والتفكك التي سادت السنوات الماضية, لتصبح دائرة التضامن العربي الوسيلة الوحيدة للدفاع عن الحقوق العربية والحلم الذي يراود الجميع منذ سنوات ليست بالقليلة. زيارة عبد المجيد للعراق تحمل في طياتها مواقف قومية مشرفة تعبر عن مشاعر كل مواطن عربي رافض لاستمرار الهيمنة الامريكية على السياسة الدولية التي تختار الوقت والمكان والهدف كيفما واينما تشاء,دون اعتبار او احترام لسيادة وحقوق دول المنطقة, فالرفض العربي بهذه الصورة, صحوة مشرفة بعد طول انتظار. نعتقد ان تفعيل الموقف العربي بشكل أوسع وأشمل على كافة الجبهات والاصعدة مطلب ضروري ملح هذه الايام وفرصة ذهبية لتحديد شروطنا وابراز هويتنا وتثبيت وجودنا. استمرار الموقف العربي الرافض بهذه الوتيرة لن يفيد واشنطن التي تسعى بكافة الوسائل لانتزاع اي قبول مهما كان اطرافه لاصباغ الشرعية الدولية والاقليمية على ممارساتها,وكذلك لن تحقق طموحات لندن التي ارسلت الى الخليج امس غواصة نووية للابلاغ فورا عن اي هجوم عراقي محتمل.. وكل هذه التشنجات العسكرية الامريكية والبريطانية ليست سوى تبريرات لدفع فاتورة اية مغامرة عسكرية ضد العراق.

Email