رأي البيان : فتش عن اليهود

ت + ت - الحجم الطبيعي

مايحدث داخل البيت الابيض من مؤشرات لقرب حدوث تفكك سياسي في الهرم الحكومي بزعامة الرئيس الامريكي بيل كلينتون بسبب مزاعم تورطه بقضايا فساد اخلاقية متلاحقة يوحي وللوهلة الاولى انه مجرد تداعيات لسلوكيات شخصية بحتة, الا ان حقيقة الامر الكامنة تغاير ذلك تماما وتفسر الامر بصورة اكثر واقعية ومنطقية. فالرئيس كلينتون كغيره من رؤساء امريكا لم يأتوا الى سدة الحكم من فراغ سياسي او انتخابات شعبية بقدر ما هو دعم الحق اليهودي المطلق ومحاولة نهش المطالب المناهضة لذلك. ومن غير المستبعد ان يكون كلينتون قد انتهى دوره وقام بما فرضته عليه واجباته القومية تجاه الحقوق اليهودية, بمعنى ان فترة صلاحيته قد انتهت, لذلك كان لابد من بدء مشوار انزاله عن برجه العاجي واستبداله بآخر لايزال يملك اوراقا اخرى للصهيونية العالمية. المسألة الاخرى احتمالات قيام واشنطن بتوجيه ضربة عسكرية للعراق للتغطية على فضائحه الاخلاقية وكسب اصوات شعبية تعوضه عما فقده في الداخل وخاصة بعد الاستطلاع الذي اوضح ان اغلبية الامريكيين تؤيد تنحي كلينتون او ازاحته اذا تطلب الامر ذلك, ولكننا نقول هنا بإن الامور لم تعد خافية للعيان وبالتالي فان الحيل والمراوغات السياسية لن تنطلي على العرب بالرغم من استسلامهم ورفعهم للراية البيضاء وكل ذلك لن ينصب في مصلحتنا على المدى القصير والبعيد لأن الازمة الامريكية ستطول وستعرقل اللقاءات والتدخلات الواشنطنية بالرغم من عدم جدواها وفعاليتها.

Email