ابجديات بقلم: عائشة ابراهيم سلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

قالت بحدة تقترب من البكاء: اذا لم يكن باستطاعتهم ان يفعلوا شيئا, فليتركونا نعمل, وليكفوا اذاهم عنا, ولم اشأ ان اقاطعها فأكملت: ليس ذنبا ان تكون مبدعا وناجحا, خطيئتهم هم حين يحاولون تحطيمنا حسدا وغيرة. وحين هدأت استطعت ان افهم منها شيئا قليلا لخص معاناة الكثيرين من الناس. ان اكبر معاناة يمكن ان تبتلى بها ان تكون ناجحا وسط اناس بلهاء لا عمل لهم سوى نسج خيوط واهية لرواية مقيتة وازلية اسمها (الحسد). بشتى الوسائل لا لشيء الا لكي يردموا عليك الحفرة اذا سقطت فينتهون منك ويتنفسون الصعداء!! ما يدعوك للاحتجاج المؤلم اولا: انك لا تعرف كل هؤلاء الذين يشتركون في عمليات الحفر خلفك وكأنهم حزب واحد وحينها تتساءل: ما سبب وقوفهم ضدي بكل هذه الشراسة؟ وما يدعوك للتحدي ثانيا: شعورك بأنك الاقوى والافضل, فيملؤك هذا الشعور طاقة لمواصلة الطريق سعيا لبلوغ هدفك الذي لن يستطيعوا هم وبكل اسلحتهم القذرة مصادرته منك. ان الحسد والغيرة هما منطق الضعفاء وقليلي الطموح, ولا يفتح شهية الحاسد الا رؤيته للناجحين يحلقون بعيدا في مدارات لا يمكنه بلوغها ولذلك قيل: اذا اردت ان ترى الآخرين يحسدونك فكن ناجحا او قم بعمل ناجح. لأن هناك من لا يقوى (نفسيا) على فعل الابداع والخلق فيمتهن فعل الدمار. وهنا ما عليك سوى ان تجري بعيدا وبأسرع ما يمكن, فوحدك ستصل خط النهاية ووحدهم سيقيمون مآتمهم وينوحون فيها دون عزاء. حقا لا يحسدك الا ذلك الممتلىء غيرة والناضح بشعور النقص والفراغ, ذلك الساقط بجدارة في مستنقع النرجسية التي تصور له انه هو الجدير بهذا النجاح الذي تحتضنه في دفء قلبك. ولذا عليك الا تجعله فريسة لاعداء النجاح. ان اعداء النجاح اشخاص منبثون في كل الزوايا والامكنة, يراقبون الآخرين, ويصوبون نظراتهم الى داخلك, يفتشون عن ذاك النجاح الثمين المختبىء ويتمنون مصادرته لصالحهم, ومع قناعتهم بأنهم ليسوا اهلا له, ولن يكونوا ذات يوم الا انهم سيظلون مسكونين بهذا الهاجس. ليس عليك ان تبقى مستيقظا في الليالي لكي تنجح, كل ما هنالك ان تبقى مستيقظا في النهار. هذه هي نصيحة احد الفلاسفة للناجحين والساعين للنجاح. اما اعداء النجاح فمصيرهم ان يظلوا مستيقظين طوال الليل يناجون انفسهم ويمنونها بزوال نجاحك وتحطيم نفسك وفي النهار فسعيهم كغثاء السيل.. زبد لا ينتفع به ابدا.

Email