أبجديات: بقلم : عائشة ابراهيم سلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعلامنا العربي يتعامل مع قضايا الساعة المثارة بطريقة جامعي تواقيع المشاهير على الاوتوجرافات, فيما تظل الذاكرة الصهيونية على ولائها لبروتوكولات حكمائها مستفيدة من نصيحة عدوها اللدود هتلر لوزير دعايته جوبلز: اكذب, اكذب, اكذب حتى يصدقك الناس. اعلامهم تحدث في المهد, واعلامنا هرم قبل ان يقطع حبله السري! والسبب؟ الجهل والعجز لا سبب قبلهما ولا سبب بعدهما, ولتذهب كل التنظيرات الى الجحيم. كما تكونوا يكون اعلامكم, والناس على دين اعلامها, هذه هي القاعدة الذهبية لمن يعرف قيمة الذهب, المؤسف اننا ادمنّا اقتناء الاكسسوارات المزيفة, ليس لفقر نكابده, ولكن لبلاهة لا نرجو منها شفاء. بينما يطارد الصهاينة ذهب النازي في غرب القارة وشرقها. في مسيرة الصراع مع الصهيونية وقفت الاحداث الى جانبنا, وكان الحق معنا وتكبدنا الكثير, وباغتنا الصهاينة بمجازر ضد انسانيتنا شابت لها رؤوس الكثيرين, حيث اضرمت الارض نيرانا ومحارق تحت اقدام ساكني المخيمات ومدن البسالة في فلسطين والجنوب اللبناني الصامد, وشاهد العالم اجمع اكثر من ((هولوكوست) منذ كفر قاسم وحتى قانا وما بعدهما. ماذا فعلنا نحن بمآسينا, وكيف وظفت آلتهم الجهنمية (الاعلام) مآسيهم ومخازيهم؟ وأتساءل لو أن كفر قاسم وصبرا وشاتيلا وقانا وغيرها كانت من نصيبهم, فكيف سيكون استغلالهم لها. محاكمة جارودي في قصر العدالة بباريس, بقدر ما هي محاكمة للفكر وحرية التعبير, فهي مواجهة صريحة بين الجماهير العربية ووسائل اعلامها. لماذا ننتعش كثيرا ونجيد رصف الكلمات حول استغلال الصهيونية لوسائل الاعلام, وتكريس اباطيلها وفرض اساطيرها على العالم وكأن ذلك اتهام وجريمة؟ من كان له سلاح فليقاتل به, وقد أحسنوا امتلاك السلاح الصحيح فعبروا نصف المعركة بنجاح. هذه الخلاصة التي يجب ان نواجهها بشرف وبطولة, وان نعترف, اعتراف الفضيلة بقدرتهم على المبادأة وحسن التخطيط واستغلال الفرص والانفاق السخي على المبدأ والمعتقد, حتى وان كان من تحريفات الشيطان نفسه. مساء الاحد عرض تلفزيون دبي مقابلة مع الفيلسوف المتهم بالعداء للسامية روجيه جارودي, ضمن برنامج (رؤية) الذي يقدمه د. محمد المطوع, والحق يقال كان اللقاء سبقا فضائيا عربيا, رغم ان اللقاء وما احتواه يدور حوله الكثير من الخلاف (الاعلامي) ووجهات النظر وكلها تصب في خلاف الصالح وليس خلاف الخلاف بلا هدف. قد تلوح فرصة في القريب فنتحدث في أمر الحلقة واللقاء, ولكن باختصار نستطيع القول ان اللقاء لم يوظف بشكل صحيح لخدمة القضية المثارة وظل يراوح في منطقه الجدل القائل بأن لقاء الفيلسوف كان هدفا فلسفيا بحد ذاته, ولم يظهر ولو للحظة جماهيرية الهدف والمشاركة. فجاء اللقاء باهتا جدا لم يضف جديدا ولم يحظ بقبول جماهيري كما بدا واضحا.

Email