رأي البيان: التضامن مع جارودي

ت + ت - الحجم الطبيعي

حملة التضامن العربي والاسلامي مع المفكر الفرنسي المسلم روجيه جارودي والتي اتسعت لتشمل اكثر من قطر عربي تمثل تعزيزا لروح التضامن التي يجب ان تحكم مواقفنا في كل ما يتعلق بقضايا تخص عروبتنا او اسلامنا, وهي تؤكد من ناحية اخرى اننا مازلنا نملك القدرة على التصدي حينما تتطلب المواقف ذلك. فلم تكد تبدأ محاكمة جارودي حتى انتشرت في عدد من الاقطار العربية تحركات مختلفة للتضامن معه كان ابرزها مبادرة قرينة صاحب السمو رئيس الدولة بالتبرع بمبلغ 50 الف دولار دعما لجارودي, هذا فضلا عن تحركات اخرى للمساندة اضافة الى تلك الصادرة من الامارات ومصر ولبنان وقطر, ولا شك ان هذه الحملة سوف تؤتي ثمارها على اكثر من زاوية. فهي من ناحية تمثل مساندة تساعد جارودي على الصمود في مواجهة الحملة الصهيونية ضده, وهي من ناحية اخرى تكشف زيف المواقف الغربية التي تقيم الدنيا ولا تقعدها لاقل حدث في الشرق, في المنطقة العربية بشكل خاص, يشتم منه رائحة مساس بحرية الرأي, فضلا عن انها تكسر الطوق الذي تحاول وسائل الاعلام العالمية التي يتحكم بها الصهاينة لضمان عدم احداث ضجة بشأن المحاكمة. ان محاكمة جارودي تمثل بحق عارا لحق بالغرب عامة وليس فرنسا وحدها. ورغم اتساع نطاق مظاهر مناصرة جارودي والذي توج امس بمظاهرة تضامن مع جارودي امام سفارة فرنسا بالقاهرة, فإن المطلوب المزيد من التحرك ليس لانقاذ جارودي فقط, وانما لايقاظ ضمير الشعب الفرنسي ذاته للتحرك لاسقاط قانون جيسو الذي يعد مظهرا من مظاهر العنصرية في فرنسا البلد الذي نعرفه بأنه بلد النور والحرية والاخاء والمساواة

Email