رأي البيان : ماذا يحدث في الجزائر

ماذا يحدث في الجزائر؟ سؤال يتكرر يومياً وتطرحه القاعدة الجماهيرية والرسمية في كل مكان دون ان تجد الاجابة الشافية الكافية لأسباب ودوافع الجرائم البشعة اللا إنسانية وغير المسبوقة في تاريخ بلد المليون شهيد. الأزمة الجزائرية أصبحت محط أنظار العالم كله, فالبعض يريد لهذه المشكلة الخلاص الصادق الحقيقي انطلاقاً من روابط الجوار والاخوة والعقيدة والمصالح المشتركة, فيما يسعى آخرون إلى إفساد العلاقة بين الحكومة والشعب وتحطيم الآمال المرسومة وتبديد ثروات هذا البلد الكفيلة بتوفير حياة كريمة لكافة المواطنين على السواء. في ظل تداعيات السياسة والأمن في الجزائر تبدو أولويات ملحة يتطلب انجازها من قبل كافة التيارات الرسمية والشعبية وتتمثل في العمل معاً لإخراج المواطن الجزائري من عنق الزجاجة وحمايته من المجازر التي تقشعر لها الأبدان, ووقف التدخلات الخارجية, ومحاولة إصلاح الجبهة الداخلية من خلال تقديم تنازلات من كلا الطرفين الحكومة والمعارضة تفادياً لكارثة سياسية وهزات دبلوماسية قد تعصف بمستقبل الجزائر إلى غير رجعة ــ أبسط أساليب ذلك السماح بوجود مراقبين دوليين في أول الأمر, مما يتطور بعد ذلك بوجود قوات أمم متحدة وهذا ما لا نتمناه! اذن, الحل واضح ومتوفر حتى هذه اللحظة, حيث بامكان القوى الجزائرية المختلفة تدارك الأمر والعودة إلى طاولة البحث والنقاش وفتح ملفات المصارحة وترك الخلافات وراء الظهور ووضع مصلحة الشعب والبلاد في سلم الأولويات القومية, اما غير ذلك من الحلول فلن تجدي نفعاً في ظل وجود قوى أجنبية تنتظر فرصة وقوع الفريسة للانقضاض عليها دون رحمة أو شفقة.