رأي البيان : نتانياهو.. حالة شاذة

يبدو ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو نجح وباقتدار في افشال اصعب وادق مهمة للمبعوث الامريكي الى الشرق الاوسط دنيس روس بتشدده وتصلبه ورفضه تحكيم منطق العقل والمنطق في حل المسائل العالقة مع الفلسطينيين . وبالرغم من اتساع الهوة بين نتانياهو وشركائه في الائتلاف الحكومي وتنديد الوزير تلو الاخر بترك الحكومة ما لم تستجب لمتطلبات السلام الموقع مع العرب الا ان رئيس الوزراء اليهودي راح يتحدى هذه المعارضة بانتهاج سياسة مخالفة لما يراه هو في سلوكيات حكومته وكأنه يقول لهم لابد وان تعودوا خاضعين راكعين لما تتطلبه السياسة الصهيونية المتشددة. مواقف الحكومة الاسرائيلية ممثلة بما يقوله نتانياهو ويمارسه على أرض الواقع من رفض اصلاح ما افسده تشكل حالة ميؤوسا منها بعد ان عجزت القدرات الدولية بثقلها الواضح وتشددها معه عن ايجاد المخرج المناسب لحل ازمة المفاوضات مع الفلسطينيين بشكل خاص وهذا يعني اننا امام وضع شاذ يتطلب حلا شاذا بخلاف التقاليد المتبعة بالمباحثات والمفاوضات. الحكومة الاسرائيلية تعلم جيدا ان استمرار الضغط يولد الانفجار الذي يصيب جميع الاطراف بمعنى ان نتانياهو شخصيا يدرك تمام الادراك ان الورقة القوية في مواجهة غطرسته لم يتم استخدامها حتى الان, ولكنه وفي الوقت نفسه اذا اراد ذلك فليقولها صراحة (انا لا اريد السلام ولن أنفذ الالتزامات) وعندها سيجد ان السلام هذه المرة سيكون أشد خطرا واقوى تأثيرا لانه سينبع من الشعب وشبان الانتفاضة الابطال.