رأي البيان: مواجهة التحالف المشبوه

ت + ت - الحجم الطبيعي

مرة ثانية تزج الولايات المتحدة بنفسها في انحياز واضح لاسرائيل دفاعا عن قضية تبدو خاسرة, ألا وهي قضية المناورات التركية الاسرائيلية الامريكية . ومن الغريب ان تقدم الادارة الامريكية في دفاعها عن المناورات التي لفظتها كافة دول المنطقة منطقا مغلوطا يفتقد لابسط مقومات احترام العقل..وفي هذا الخصوص جاءت محاولات مسؤول عسكري امريكي للتأكيد على ان المناورات تساهم في تعزيز الاستقرار في الشرق الاوسط على حد تعبيره, ولم يوضح لنا هذا المسؤول تفاصيل ذلك! واذا استحضرنا المبررات التي حرصت الادارة الامريكية على الترويج لها عند الدعوة للمؤتمر الاقتصادي الذي عقد بالدوحة في نوفمبر الماضي والتي تمثلت في محاولة الايهام بان مستقبل المنطقة الاقتصادي يتوقف على المشاركة العربية فيه, لادركنا مدى التهافت الامريكي في الدفاع عن المصالح الاسرائيلية حتى ولو جانبها الصواب, وهو كذلك في كثير من الاحيان, مما قد يفقد السياسة الامريكية بعض مصداقيتها. والشيء الذي يمكن التأكيد عليه ان المناورات ليست بالبساطة التي يسعى المشاركون فيها الى تقديمها وانما تتجاوز هذا الاطار بكثير, وهي تشكل فعليا انشاء حلف او تحالف جديد في المنطقة بعد ان انهت سياسة الاحلاف بضم اسرائيل وتركيا كنواة لتوسيعه بدول اخرى نخشى ان تشمل دولا عربية. والمؤشرات على ذلك قائمة, وهو ما يقتضي ردا عربيا يتجاوز الشجب والاستنكار والتحرك فعليا نحو مزيد من التنسيق العربي بشكل يضمن الفعالية في مواجهة التحركات المشبوهة التي يشهدها الشرق الاوسط حاليا.

Email