رأي البيان : نتانياهو وبداية السقوط

ت + ت - الحجم الطبيعي

تأتي استقالة ديفيد ليفي وزير الخارجية الاسرائيلي لتعزز مجددا حقيقة تطرف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وقيادته للتحالف الحاكم وبالتالي قيادة اسرائيل نحو السقوط حسبما ذهب ايهود باراك زعيم حزب العمل المعارض . واذا كان السقوط الاسرائيلي غير مأسوف عليه, فان ما يثير القلق هو مستقبل عملية السلام التي يبدو انها لن تخرج من النفق المظلم الذي دخلته في ظل حكم نتانياهو, وهو امر اكده وزراء الليكود انفسهم ما ينفي اي حديث عن مبالغات عربية بشأن توجهات الحكومة الاسرائيلية. فاستقالة ليفي تأتي في جانب منها على خلفية تشدد رئيس الوزراء ورفضه تحديد حجم الانسحاب من الضفة, ولم يقتصر الامر على ليفي, وانما امتد الى وزير الدفاع اسحق موردخاي الذي لمح هو الآخر الى الاستقالة اذا لم تتخل الحكومة عن تصلبها الذي يعرقل عملية السلام. لا يعني ذلك بالطبع ان ما يقدمه ليفي او موردخاي يلبي المطالب العربية غير انه يكشف بشهادة مسؤولين اسرائيليين عما وصلت اليه توجهات نتانياهو من التزام مواقف لا ترضي بعضا ممن يديرون الامور في اسرائيل, فما بالك بالعرب, وهو ما يكشف من جهة ثانية تهاوي منطق دعاة التطبيع على الجانب العربي والذين يحاولون ايهامنا بأنه يمكن الحصول على تنازلات كبيرة من الليكود اذا ما اوجدنا مناخا مناسبا على شاكلة المؤتمر الاقتصادي وغيره!! استقالة ليفي قد تكون بداية طيبة ازاء تصاعد الآمال برحيل نتانياهو, مما يجعلنا نعلق الآمال على مجيء حكومة اقل تطرفا في ظل افتقاد الثقة في قدرتنا نحن العرب على تغيير معادلة عملية السلام.

Email