رأي البيان: القاهرة و طهران: متطلبات التقارب

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم نجاح ايران في تحقيق اختراقات قيمة على صعيد تطبيع علاقاتها العربية خاصة الخليجية, الا نه مما يؤسف له أنه من الواضح أن هناك عقبات تحول دون استكمال هذه العملية مع القاهرة وهو ما بدا في التصريحات المتبادلة بين القاهرة وطهران خلال الايام الماضية . والأمر الذي يمكن التأكيد عليه ان الدولتين تجاوزتا موضوعيا اسباب الخلاف بينهما مما يدعونا الى التساؤل عن اسباب استمراره يدفعنا الى ذلك الحرص على وجود علاقات طيبة بين كافة الدول العربية وايران خاصة في ظل الظروف التي تحياها المنطقة والتي تعيش حالة استقطاب حادة كان من أبرز افرازاتها التحالف التركي الاسرائيلي. فايران الجديدة - ان صح التعبير - بدأت تسلك نهجاً معتدلاً يكاد ينسجم مع سياسات الدول العربية ومن بينها مصر .. فهي تخلت عن معارضتها لعملية السلام وهو الموقف الذي كان يؤثر بالسلب على مجمل العلاقات مع العرب, كما تخلت منذ فترة غير قليلة عن فكرة تصدير الثورة فضلاً عن ذلك فانها بدأت تكثيف مساعيها للخروج من العزلة التي عاشتها خلال عقد الثمانينات واوائل التسعينات بمواقف عديدة لاقت ترحيبا عكسه مستوى المشاركة في القمة الإسلامية التي عقدت بطهران أخيراً. على الجانب المصري .. فإن القاهرة تعد أحد العواصم الرائدة في الدعوة لتنقية الأجواء والتضامن العربي الاسلامي لمواجهة اسرائيل, صحيح انها ما زالت تعاني من وطأة الإرهاب الذي تتهم دولاً خارجية بتأييده ويعد سبباً في توتير علاقاتها مع عدد من الدول من بينها ايران, الا ان هذا الجانب يجب ان يخضع لحوار صريح ليمكن بذلك القضاء على ما قد يكون آخر الأسباب التي تعوق تطبيع علاقاتهما, بصفة خاصة والعلاقات العربية الايرانية بصفة عامة.

Email