هل أخفقت استطلاعات الرأي مرة أخرى؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

يرى دونالد ترامب أن إخفاق معاهد استطلاعات الرأي «تاريخي»، إذ إنها قلّلت في تقديراتها من الصلابة الكبيرة التي تتمتع بها قاعدته الانتخابية. لكن إذا فاز الديمقراطي جو بايدن، فقد تثبت أنها كانت أكثر دقة مما كانت عليه عندما تقدم رجل الأعمال الجمهوري قبل أربع سنوات.

وكتب الرئيس الجمهوري في تغريدة على «تويتر» أمس «منظمو استطلاعات الرأي كانوا مخطئين تماماً»، مؤكداً فوزه على الديمقراطي جو بايدن من دون انتظار انتهاء فرز الأصوات. ولم تحسم نتائج الاقتراع بعد لكن الأرقام تشير إلى احتمال فوز بايدن بفارق ضئيل. قبل أربع سنوات خاض ترامب الانتخابات بينما كانت كل استطلاعات الرأي ترجح فوز هيلاري كلينتون.

وصرح كريس جاكسون من معهد ابسوس أن «استطلاعات الرأي تبدو صحيحة بشكل عام في الجنوب والجنوب الغربي».

فمعدل نوايا التصويت الأخير الذي وضعه موقع «ريل-كلير-بوليتيكس» قبل الانتخابات الرئاسية الثلاثاء، يشير إلى فوز جو بايدن بفارق ضئيل في أريزونا وخسارته بفارق ضئيل في ولاية كارولاينا الشمالية، وتعادل المرشحين في جورجيا. وجاءت النتائج مطابقة لهذه التقديرات.

فارق طفيف

في فلوريدا وهي ولاية معروفة بصعوبتها لمستطلعي الرأي، تقدم بايدن بفارق طفيف حتى الأيام الأخيرة التي سبقت الانتخابات. وتحدثت «إيه بي سي نيوز/‏‏ واشنطن بوست» عن تقدم ترامب بفارق نقطتين مقترباً من الهامش النهائي.

واعترف كريس جاكسون بأن «ترامب قام على ما يبدو في المقابل بأداء أفضل مما توقعت استطلاعات الرأي قبل الانتخابات في الغرب الأوسط».

في ولاية ويسكونسن، تحدث استطلاع للرأي لمعهد «آر سي بي» عن فوز بايدن بفارق 6,7 نقاط، بينما قدرت «واشنطن بوست» الفارق بما بين 11 و17 نقطة. لكن بعد فرز 98 بالمئة من الأصوات تبين أن بايدن يتقدم فعلاً لكن بفارق لا يتجاوز 0,6 نقطة أي نحو 20 ألف صوت. وعشية الانتخابات، رجح موقع «ثيرتي-فايف-ايت» فوز بايدن في نتائج 89 من أصل مئة اقتراع وهمي. وقال المحلل نيت سيلفر في الموقع إن انتخابات 2020 قد لا تكون بعيدة عن هذه الأرقام. «إذا كانت تقديرات تشير إلى أن بايدن هو المفضل لأنه يمكن أن ينجو من هامش خطأ الاستطلاعات في 2016 (حوالي ثلاث نقاط) على عكس كلينتون، وهذا ما سيحدث على الأرجح، فهذا مفيد جداً».

لكن على كل حال هناك واقع وهو أن كل الدراسات تقريباً قللت من أهمية ناخبي ترامب.

الاقتصاد أو الوباء

وخلافاً لما حدث في 2016 عندما توقعت استطلاعات الرأي بشكل صحيح تقدم هيلاري كلينتون على المستوى الوطني لكنها أخطأت بشأن هذه الولايات الرئيسية، قال كريستوفر ولزين من جامعة تكساس: يبدو هذه المرة أن «استطلاعات الرأي الوطنية أساءت تقدير نتائج ترامب، وكذلك فعلت استطلاعات الرأي في الولايات». ورأى أن الخطأ «منهجي إلى حد ما» ولا يمكن تفسيره فقط بهامش الخطأ. وبين الأسباب الممكنة لذلك ذكر احتمال أن يكون ناخبو دونالد ترامب رفضوا الرد على استطلاعات الرأي أو أن المترددين صوتوا في اللحظة الأخيرة للرئيس المنتهية ولايته.

Email