عنف وسلاح ومطاردات شرطية وتحذيرات من الأسوأ

أمريكا.. تقارب النتائج يفاقم التوترات في الشارع

ت + ت - الحجم الطبيعي

ظهرت مؤشرات على ميل العديد من الناخبين الامريكيين إلى الاحتجاج بعنف ضد نتائج الانتخابات، أياً كان الفائز، حيث سار في عدد من شوارع المدن الأمريكية أفراد مسلحون مؤيدون للرئيس دونالد ترامب، ويصرخون على العاملين على فرز الأصوات في الدوائر التي يتراجع فيها ترامب، فيما سارت مجموعات من مناصري المرشح الديمقراطي، جو بايدن، في عدد من الشوارع، رافعين لافتات تدعو إلى إحصاء كافة الأصوات، وتندد بالعنصرية، وهو ما يثير قلقاً أمنياً من اضطرابات يصعب السيطرة عليها في حال إعلان النتيجة النهائية، مع اقتراب المرشح الديمقراطي من الفوز في انتخابات الرئاسة، وتحدث ترامب عن حدوث تزوير، ما أجج مشاعر أنصاره الذين كثفوا من تواجدهم قرب مراكز فرز الأصوات.

ومع تصاعد التوتر، تجمع نحو 200 من أنصار ترامب، بعضهم مسلّح ببنادق ومسدسات، أمام مركز اقتراع في فينيكس بولاية أريزونا، بعد تردد شائعات عن عدم إحصاء أصوات للرئيس الجمهوري. وفي ديترويت، منع مسؤولون نحو 30 شخصاً أغلبهم جمهوريون من دخول مقر، يجري فيه إحصاء الأصوات، وسط اتهامات بأن الفرز في ميشيغان يشهد تزويراً. وطالب محتجون مناهضون لترامب في مدن أخرى باستمرار فرز الأصوات. واعتقلت الشرطة 11 شخصاً، وصادرت أسلحة في بورتلاند بولاية أوريغون، بعد أنباء عن أعمال شغب، كما حدثت اعتقالات في نيويورك ودنفر ومينيابوليس.

العنف المعمم

وطاردت قوات الشرطة والحرس الوطني في أوريغون مئات المتظاهرين من اليسار المتطرّف في وسط بورتلاند، وأوقفت عشرة أشخاص على الأقل، وتشهد هذه المدينة الواقعة في شمال غرب الولايات المتحدة تظاهرات منذ الصيف الماضي، ووُضعت في حالة استنفار عالية من جانب حاكم الولاية كايت براون.

ومدد براون حال الطوارئ لتشمل ليلة الانتخابات تحسباً لتظاهرات عنيفة. وقال مكتب قائد شرطة مقاطعة مولتنوماه: إن وضع «العنف المعمم» السائد يتطابق قانوناً مع أعمال شغب، وذلك بعد توقيف رجل يُشتبه بأنه رمى قنبلة حارقة، وحذّر مراراً من أن قوات حفظ النظام يمكن أن تستخدم ذخائر أو الغاز المسيّل للدموع، وأعلن مكتب قائد الشرطة في تغريدة أن «التجمع في وسط بورتلاند يُعتبر حالة شغب. غادروا المنطقة فوراً».

واعتقلت الشرطة طالباً يبلغ من العمر 38 عاماً، ويدعى مايكل ريم، وكبّلته. وقال الشاب الذي كان وجهه ملطخاً بالدماء «يحصل دائماً الأمر نفسه» مندداً بـ«السلوك الفظيع للشرطة». وفي وقت سابق، شارك متظاهرون في تجمع سلمي في حديقة وسط بورتلاند، حيث عرضت مجموعات من اليسار المتطرف ومناهضة للرأسمالية، مؤتمرات وموسيقى.

وكتب مكتب قائد الشرطة: إن الشرطة صادرت خلال الأحداث أسلحة من بينها مسدّس محشو وسكين ومطارق ومفرقعات نارية مستخدمة كونها مقذوفات، وأشار إلى أن متظاهرين رشقوا رجال الشرطة بعبوات مياه وأشياء أخرى، وكسروا واجهات محلات.

وقال إيفان بورشفيلد، الذي قدّم نفسه على أنه منظم التظاهرات، إن بلدية بورتلاند تستخدم الشرطة «أداة لقمع سياسي» منذ سنوات. وأضاف أن «لا شيء سيتغير فعلياً» في حال انتُخب المرشح الديمقراطي جو بايدن رئيساً.

وحمل عدد من أفراد مجموعة أخرى من المتظاهرين تجمعوا على مقربة من النهر، الذي يمر عبر بورتلاند، لافتات كُتب عليها «احتسبوا كل صوت» و«التصويت انتهى. المعركة مستمرة»، وكان عدد من المتظاهرين يحملون أسلحة نارية من بينها مسدسات. وأظهرت لافتات ترفع شعارات مناهضة للعنصرية ومناهضة للإمبريالية، صورة بندقية وشعار «لا نريد بايدن. نريد الانتقام».

إعلان مبكر

وتوقع بايدن (77 عاماً) فوزه الأربعاء، وأطلق موقعاً إلكترونيا لبدء مرحلة انتقال إلى بيت أبيض يقوده الديمقراطيون في يناير،لكن ترامب (74 عاماً) يسعى منذ فترة للتشكيك في مصداقية عملية التصويت إذا ما خسر. ومنذ الثلاثاء، أعلن فوزه رغم أن هذا لم يحدث بعد. ويقول خبراء في مسألة الانتخابات الأمريكية: إن التزوير أمر نادر.

رفض دعوتين

جاهدت حملة ترامب للإبقاء على فرصه في الفوز، فطالبت بإعادة فرز الأصوات في ويسكونسن ورفعت دعاوى قضائية في ميشيغان وبنسلفانيا وجورجيا لوقف إحصاء الأصوات.، لكن الدعاوى الثلاث لاقت صعوبات في تمريرها، حيث تم رفضها في ميشيغان وجورجيا. ووصفت جوسلين بنسون وزيرة خارجية ولاية ميشيجان الدعوى القضائية، التي أقامتها حملة ترامب على الولاية بأنها «تافهة».

Email