ترامب.. دبلوماسية الانسحاب من المعاهدات الدولية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يرى توني أريند البروفيسور في جامعة جورج تاون، أن الانتخابات الأمريكية بمثابة مواجهة حاسمة للسياسة الخارجية الأمريكية.

فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المرشّح لولاية ثانية ينظر للعالم بعيني «أمريكا أولاً»، وقادته هذه الرؤية إلى التخلي عن العديد من الاتفاقات والمعاهدات والمنظمات الدولية.

خلال أربع سنوات من حكمه صبَّ ترامب جام غضبه على هذه المنظمات والاتفاقات، وجعل من دبلوماسية الانسحاب منها خطاً عريضاً لسياسته في ولايته الأولى.

ففي يونيو عام 2017، أعلن ترامب انسحاب بلاده من اتفاقية باريس لمكافحة تغير المناخ، التي وقعتها واشنطن 2015. وفي أكتوبر من العام ذاته، انسحبت واشنطن من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو»، متّهمةً المنظمة بالانحياز للفلسطينيين على حساب إسرائيل، وفق بيانٍ أصدرته الخارجية الأمريكية.

نووي إيران

وفي 11 مايو 2018، أعلن ترامب انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي المبرم مع إيران (5+1)، وإعادة العمل بالعقوبات المفروضة على طهران، معتبراً أن طهران انتهكت روح الاتفاق النووي الذي وصفه بـ «كارثي». وقال ترامب في كلمة متلفزة ألقاها في البيت الأبيض آنذاك: «أعلن اليوم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني». ونبّه إلى أن «كل بلد يساعد إيران في سعيها إلى الأسلحة النووية يمكن أن تفرض عليه الولايات المتحدة أيضاً عقوبات شديدة». وقال ترامب أيضاً: «لدينا اليوم الدليل القاطع على أن الوعد الإيراني كان كذبة».

من جهتها، أوضحت وزارة الخزانة الأمريكية حينها أن العقوبات المتصلة بالعقود القديمة الموقعة في إيران ستسري بعد فترة انتقالية من 90 إلى 180 يوماً من إعلان الانسحاب من الاتفاق النووي.

وأعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو كذلك انسحاب بلاده من معاهدة الصداقة بين أمريكا وإيران، والتي أبرمت في عهد الشاه محمد رضا بهلوي.

حقوق الإنسان

بعد ذلك وفي يونيو 2018، أعلن ترامب انسحاب بلاده من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بسبب ما اعتبرته واشنطن انحيازاً من المنظمة الأممية ضد إسرائيل.

وقرر ترامب في 3 أكتوبر 2018، الانسحاب من البروتوكول الاختياري بشأن حل النزاعات الملحق بمعاهدة فيينا، على خلفية طعن على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

وفي الشهر ذاته، قرر ترامب الانسحاب من المعاهدات التي تحكم خدمات البريد العالمية. واُعتبر القرار وسيلة من الرئيس الأمريكي للضغط على الصين إبان الحرب التجارية بينهما، إذ إن الاتفاق يتيح للشركات الصينية الحصول على تخفيضات كبيرة في رسوم إرسال الطرود إلى الولايات المتحدة، ما يسمح لها بتقديم أسعار أقل من منافسيها هناك.

المعاهدة النووية

في فبراير عام 2019، أعلن ترامب الانسحاب من معاهدة القوى النووية المتوسطة التي أبرمتها الولايات المتحدة عام 1987، في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريغان، مع الاتحاد السوفييتي السابق. وهي معاهدة تحظر على الجانبين وضع صواريخ قصيرة أو متوسطة المدى تطلق من البر في أوروبا ويتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر. لكن الانسحاب الرسمي تم في أغسطس من ذلك العام. لكن ترامب قال بعد ذلك إنه يرغب في توقيع اتفاقية نووية جديدة مع موسكو.

في أبريل 2019، قرر ترامب الانسحاب من معاهدة الأمم المتحدة للسلاح، والتي كانت تقيّد توريد الأسلحة لمجرمي الحروب.

وفي شهر يوليو 2020، أعلن ترامب الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، والتي أمطرها الرئيس الأمريكي بانتقادات واتهامات بالتواطؤ مع الصين، في إخفاء الحقائق المتعلقة بانتشار فيروس «كورونا».

Email