الانتخابات الأمريكية.. الأخبار الكاذبة خارج السيطرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ترزح الانتخابات الأمريكية تحت وطأة تدفق هائل من المعلومات المضللة التي تحجز مكانها في قناعات الناخبين الأمريكيين، ولا تتزحزح حتى لو صدرت توضيحات ببطلانها.

يشكل تحدي الأخبار الزائفة واحداً من أهم القضايا الإعلامية في منصات إيصال الرسائل للجمهور، ولم تعد المنابر العريقة هي المرجع التصحيحي لدى الشريحة الهشة في تصديق نظريات المؤامرة، على كلا الجانبين، أنصار الرئيس دونالد ترامب، أو المرشح الديمقراطي جو بايدن.

وفي هذا الإطار، أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه الاثنين، وشمل أكثر من 3000 ناخب، أن 65 في المئة تعرضوا لمعلومات سياسية مضللة عبر صفحاتهم على موقع فيسبوك. وقال نحو ربع الناخبين إنهم صدقوا هذه الادعاءات.

وأشارت وكالة بلومبيرغ للأنباء إلى أن الاستطلاع أجري خلال الفترة من 14 إلى 19 أكتوبر الجاري.

وأشار الاستطلاع إلى أن 85 في المئة من الناخبين المسجلين قرأوا أن التصويت عبر البريد سيؤدي إلى تزوير الانتخابات، وأن 35 في المئة صدّقوا هذا الادعاء.

وبحسب المسح، فإن حوالي ثلاثة أرباع الناخبين الذين شملهم المسح تعرضوا لادعاءات بأن بايدن يعتزم وقف تمويل جهاز الشرطة، مع تصديق 32 في المئة منهم هذا الادعاء.

كما قرأ أكثر من 60 في المئة الناخبين تقارير عن اعتزام الرئيس دونالد ترامب إلغاء مخصصات التأمين الاجتماعي في حال إعادة انتخابه، وصدق 27 في المئة منهم هذه التقارير.

ويقول خبراء أمريكيون إن «ملوك» المعلومات المضللة هذه السنة هم أمريكيون بعد أن ساد الاعتقاد أن الروس كانوا وراء معظم هذا النوع من الأخبار عام 2016، فالأمريكيون يؤدون حالياً دوراً رائداً في هذا المجال مع نشرهم الجزء الأكبر من التعليقات والصور ومقاطع الفيديو الكاذبة أو المضللة التي تنتشر بسهولة عبر الإنترنت. وهناك مؤشرات تدل على أن هذا الأمر خارج عن السيطرة.

وقال جوشوا تاكر وهو أستاذ في السياسة وخبير في علوم البيانات ووسائل التواصل الاجتماعي في جامعة نيويورك لوكالة فرانس برس: «ما فعله الروس في العام 2016 هو عرض مجموعة أدوات تمكنك من استخدام جهات فاعلة مخادعة عبر الإنترنت تعمل بالتنسيق بعضها مع بعض كأداة سياسية».

وأضاف: «كان هناك تركيز على التدخل الأجنبي، لكن الأشخاص الذين لديهم فعلاً حافز للتأثير على نتيجة الانتخابات هم أشخاص يعيشون في ذلك البلد، إنهم أمريكيون».

وكان المثال الأكثر فظاعة الذي كشفه «فيسبوك» هو شركة تسويق أمريكية استخدمت مراهقين في أريزونا لنشر تعليقات مؤيدة لترامب أو متعاطفة مع القضايا المحافظة، فيما انتقدوا أيضاً المرشح الديمقراطي للعام 2020 جو بايدن.

وتظهر الأبحاث التي أجراها تاكر وزملاؤه أن التحزّب السياسي الذي تعززه خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي التي تظهر للمستخدمين جانباً واحداً من القصة، تعني أنه لا الليبراليون ولا المحافظون قادرون على تمييز الوقائع من الأخبار المضللة.

في هذه الدورة الانتخابية، انتشرت نظرية مؤامرة «كانون» التي تدعي أن ترامب يخوض صراعاً مع الديمقراطيين والنخب في هوليوود الذين يمارسون الاتجار الجنسي بالأطفال وأكل لحوم البشر.

كلمات دالة:
  • الانتخابات الأمريكية،
  • بايدن ،
  • دونالد ترامب،
  • التدخل الأجنبي،
  • استطلاع
Email