مشاهير «تيك توك» ينخرطون في المعركة بين ترامب وبايدن

ت + ت - الحجم الطبيعي

لن تكون انتخابات 2020 في الولايات المتحدة مثل سابقاتها، خصوصاً من حيث أساليب التأثير والحشد والدعاية الانتخابية فيها، فضلاً عن طبيعة الناخبين.

وسائل التواصل الاجتماعي بآلياتها الفريدة على مدى السنوات الأخيرة باتت من أكثر طرق النفاذ إلى الجماهير وتحريك مزاج الرأي العام في أوقات الأحداث المهمة ومن أبرزها الانتخابات.

«التيك توكرز» أو مشاهير منصة «تيك توك» الصينية العالمية، ومستخدموها من الشباب خصوصاً من صغار السن عابري الحدود الجغرافية، وهم يضعون مقاطع فيديو طريفة ممزوجة بالموسيقى بغرض الترفيه ولا تخلو من رسائل ذات صلة بما يدور بالمجتمع والتفاعل معه.

ينظر الأمريكيون إلى هؤلاء «المشاهير» على هذه المنصة التفاعلية باعتبارهم قادرين على توجيه مسار الانتخابات الرئاسية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جهة وبين منافسه جو بايدن نائب الرئيس السابق والمرشح الديمقراطي من جهة أخرى.

ورغم أن سن هؤلاء الشباب قد لا يسمح لهم بالتوجه لصناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم، حيث يحدد الدستور الأمريكي سن التصويت في الانتخابات عند 18 سنة، لكن هناك كثيرين من المشاركين عبر «تيك توك» تصل أعمارهم إلى 10 أو 11 سنة ويتفاعلون بآرائهم حول من المرشح المفضل لديهم.

بل إن الكثيرين منهم ربما غير أمريكيين أصلاً، ولكنهم ينخرطون في الشأن الأمريكي بما يقدمونه على منصتهم المفضلة، وهم يؤثرون في نظرائهم ومشاهديهم من الناخبين في داخل الولايات المتحدة بل ويرجحون أحد المرشحين على الآخر.

إيدن كون ميرفي، 16 سنة، وهو من مستخدمي تلك المنصة من واشنطن العاصمة، ذكر لتلفزيون «إن بي سي» أن الانتخابات ليست كلها سياسة بمفهومها التقليدي، و«إنما لها صلة بمن يكون لائقاً ومناسباً لهذا البلد، المراهقون يدركون أن حقوقنا تأتي من السياسة وقادتها، سواء للأفضل أو للأسوأ، أعتقد أن من هم أصغر من 18 عاماً، يدركون كيف يمكن أن يكونوا مشاركين ومتفاعلين حتى وإن لم يكن لهم حق التصويت بسبب صغر سنهم».

ورغم أن السياسة لم تكن بعيدة عن تلك المنصة، وعلى طريقة مستخدميها، حيث يعتبرونها مصدراً لتشكيل أفكارهم وثقافتهم عما يدور حولهم، لكن الأمر تزايد سخونة مع اقتراب يوم الانتخابات.

ويعمد بعض مشاهير «التيك توك»، إلى أسلوب التقليد أحياناً فيما يدور خلال الحشود الانتخابية، وقد ألهم الرئيس دونالد ترامب مستخدمي «التيك توك» مؤخراً برقصه خلال حشد انتخابي بما جعل بعضهم يضع مقاطع طريفة على غرار طريقته في الأداء الحركي، وقد ساهم ذلك في تفاعل الملايين من المتابعين سواء بالإعجاب أو السخرية.

وعلى الجانب الآخر هناك أنصار جو بايدن الذين كون بعضهم مجموعة من المستخدمين من الجيل الذي يسمونه «Gen z» والذي يقصد به جيل المراهقين الذين ولدوا بعد عام 1996، وهذه المجموعة ترفع شعار الولاء لبايدن لمناصرته للفوز.

ويعتبر ميرفي أن مشاركاته هو نظراءه في المنصة بآرائهم هي لكي يبرهنوا لـ«الكبار» أنهم «الصغار» بما يبثونه من مقاطع وآراء يمكنهم إحداث تغيير ملموس في مجريات الأحداث وتحقيق الفوز للمرشح الذي يمكن أن يكون الأفضل للولايات المتحدة من وجهة نظرهم.

Email