ترامب وبايدن إلى الولايات المتأرجحة.. و«كورونا» بوصلة الاقتراع

ت + ت - الحجم الطبيعي

شدّ المرشحان لانتخابات الرئاسية الأمريكية، الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطي جو بايدن، رحالهما إلى الولايات المتأرجحة علّها ترجّح الكفة وتضمن لترامب البقاء أربع سنوات أخرى سيداً على البيت الأبيض، أو لبايدن تنصيب نفسه رئيساً بعدما شغل منصب نائب الرئيس في عهد الرئيس السابق باراك أوباما لثماني سنوات.

وتظل جائحة فيروس «كورونا» محرّك التفاعل الانتخابي في أمريكا بعدما فرضت نفسها على المشهد، بما سجلت البلاد من إصابات فاقت الـ 7 ملايين ووفيات تعدت الـ 200 ألف، ما جعل من اللقاءات التلفزيونية التي أجراها المتنافسان، حلبة للعراك السياسي، بين ترامب الذي يدافع عن تعامل إدارته مع الأزمة، وبادين الذي يستغل كل مناسبة لتصويب السهام إلى خصمه الجمهوري بالفشل في التعامل مع الجائحة، مستنداً إلى التفشي الواسع للفيروس في البلاد وما خلّف من وفيات.

تتناقض رؤية المتنافسين حول جائحة «كورونا»، إذ لم يغيّر ترامب رأيه بشأن ارتداء الكمامة على الرغم من إصابته بفيروس «كورونا»، وأنّ 85 في المئة من الأشخاص الذين يرتدون الكمامات يصابون بالفيروس. كما لا يرى ترامب من داعٍ لإغلاق البلاد والإضرار بالاقتصاد لتفادي فيروس ضعيف، بل ويدعو الأمريكيين إلى الخروج وعدم الخوف من الفيروس. وفي انتقاد مبطن لمنافسه الديمقراطي، يخاطب ترامب حشوداً من أنصاره في ميامي بقوله: «أنا رئيس، يجب أن أرى الناس، لا يمكن أن أجلس في قبو».

بدوره، يعتبر جو بادين أنّ ترامب يواصل عدم فعل أي شيء لتعزيز جهود مكافحة «كوفيد 19» حتى بعد أن أُصيب هو نفسه بالمرض، مضيفاً: «نحن في وضع لدينا فيه أكثر من 210.000 وفاة، وماذا يفعل (ترامب)؟ لا شيء، هو ما زال لا يضع كمامة». وعلى نقيض منافسه الجمهوري، جعل جو بايدن من امتثاله الصارم لتدابير مكافحة فيروس «كورونا» منذ بداية الجائحة، إحدى ركائز حملته الانتخابية، وهي السياسة التي عادت عليه بانتقادات شديدة من ترامب الذي لم ينفكّ يهزأ منه بل ويتهمه بالاختباء خلف الفيروس لتجنّب الاتّصال المباشر بالناخبين والصحافة.

وفيما لم يتبقَ أمام ترامب وبايدن الكثير من الوقت قبل انطلاق السباق الرئاسي، تظل المناظرة الأخيرة بين المتنافسين حاسمة إلى حد كبير برأي الكثير من المراقبين في توجيه الناخبين الأمريكيين لاسيّما فئة المتردّدين.

Email