روسيا تكافح لتطوير رادارات بنسق مسح إلكتروني نشط
قال اختصاصيون في صناعة الرادارات من دول أوروبا الشرقية لمجلة «جينز ديفنس ويكلي»، إنه من «المستحيل تقريباً» على قطاع صناعة الرادارات الجوية الروسية تطوير نظام رادار بنسق مسح إلكتروني نشط «إيه إي إس إيه» في الأجل القريب.
وكان ممثلو تسويق الطائرات العسكرية في روسيا قد أعلنوا مراراً أن هذا الرادار سيكون متوفراً عندما يبدأ تسلسل إنتاج المقاتلة من الجيل المقبل «باك إف إيه/تي-50»، لكن اختصاصي الرادارات يعتقدون أن معوقات عدة تقف في وجه صناعة الرادارات في روسيا تحول دون تحقيق ذلك.
ومنذ نهاية الحرب الباردة، كانت هناك جهات رئيسة مسؤولة عن قطاع الرادارات الجوية في روسيا. وقد انبثق من تكتل الرادارات والأنظمة الإلكترونية، الذي كان مسؤولاً عن الأنظمة المحمولة في الطائرات مكتبان للتصميم، أولهما «إن أي أي أر فازوترون»، وثانيهما «إن أي أي بي».
وكان هناك تقسيم للعمل بين المكتبين، حيث ينتج مكتب «فازوترون» حلولاً للرادار في طائرات «ميغ-29» و«ميغ 35» من إنتاج ميكويان، فيما أصبح «أن أي أي بي» مكتب تصميم الرادارات لطائرات سوخوي «سو-27» و«سو-30» و«سو-35»، إضافة إلى الطائرة «تي-»50.
وقد صمم «فازترون» راداراً من طراز «زوكا-إيه» لطائرة «ميغ-35»، فيما طور «إن إي إي بي» راداراً من طراز «إن036» لطائرة «تي-50»، لكن الرادارين هما حالياً مجرد نماذج لم توضع رهن الإنتاج بعد، حسبما تقول مصادر صناعية لـ «مجلة جينز ديفنس ويكلي». ويضيف الاختصاصيون في مجال الرادارات، إن إنشاء خط إنتاج متكامل لهذه التصاميم سوف يتطلب استثمارات هائلة من غير المحتمل توفرها.
أما التحدي الفني الأكبر بالنسبة للصناعة الروسية، فيكمن في تطوير مصدر إنتاج موثوق لوحدات البث/ الاستقبال من مركبات الزرنيخ التي تشكل اللبنات لتلك الرادارات. ووفقاً لتقارير عدة، قام مكتب «إن اي اي بي» باستيراد وحدات البث/الاستقبال لأن المزودين التقليدين في روسيا لم يتمكنوا من بناء وحدات تصل إلى مستويات مقبولة من الأداء العسكري.
وكان يجري بناء رادارات «فازوترون» و«إن أي اي بي» تقليدياً في مرافق عدة، أولها مصنع «رايزان للأدوات الحكومي»، واستناداً إلى مصدر مطلع من المتوقع أن يصبح هذا المصنع المرفق الرئيس لإنتاج رادارات بنسق مسح إلكتروني نشط في روسيا، لكن ذلك سيتطلب كمية كبيرة من الاستثمارات استعداداً لتصنيع واسع النطاق لهذا الجيل من التكنولوجيا.
ويضيف المصدر نفسه، إن: «الطائرة المقاتلة التي على روسيا تقديمها اليوم هي إما نموذج تصديري من طراز«سو-35» وإما نسخة معدلة عن طراز«سو-30»، وكلاهما بوحدات رادار بنسق مسح إلكتروني سلبي «بي إي إس إيه».
وفيما رادار «ايربيس» المثبت على الطائرة «سو-35» هو أساساً رادار طائرة «تي -50» من نسق المسح الإلكتروني النشط «إيه إي إس إيه»، إلا أن عملية الانتقال السلس من السلبي إلى النشط ليست متوفرة في روسيا، بالطريقة نفسها كما في رادار طراز «أر بي إي 2» لمجموعة ثايلز المستخدم في طائرات رافال الفرنسية، الذي يمكن تعديله من سلبي إلى نشط من خلال إغلاق هوائي.
ويقول ممثل شركة طيران أوروبية لمجلة «جينز ديفنس ويكلي»: «إلى أن يتوصل الروس إلى حل لهذه القضية، فإن مقاتلاتهم ستكون في وضع غير مؤات في السوق العالمي، حيث إن كل المقاتلات المنافسة نماذج مجهزة برادارات نشطة».
