في ظلّ تزايد التهديدات الارهابية واحتدام الجدل الأميركي بشأن الخطة المطلوبة

استراتيجية أوباما حيال «داعش» تتعرض للانتقاد

ت + ت - الحجم الطبيعي

السّجال حول الاستراتيجية التي سبق أن طرحها الرئيس الأميركي باراك أوباما لمحاربة «داعش»، ليس جديدا. فمنذ إعلانها كانت مثيرة للجدل. وازداد الخلاف بشأنها مع ثبوت ضآلة فعالية القصف الجوي بمفرده ورفض الرئيس التزحزح في موضوع القوات البرية ،التي ثبت أن نزولها إلى الميدان شرط لا بديل عنه لإضعاف هذا التنظيم الارهابي والقضاء عليه.

لكن في الأسبوعين الأخيرين تعرضت استراتيجيته التي بقيت باستمرار في دائرة اللون الرمادي، لوابل مكثف من النقد وتسجيل المآخذ ،الذي وصل أحياناً إلى حدّ التجريح الشخصي غير المسبوق. عمدة نيويورك السابق الجمهوري المحافظ رودي جيولياني قال إن الرئيس أوباما :« لا يحب أميركا مثل بقية الأميركيين أو الرؤساء الذين سبقوه ».

كاد العمدة المعروف بلسعاته العنصرية، أن يتهم أوباما بالتآمر على بلده. لكن بصرف النظر عن فجاجة مفردات كلامه الذي لاقى الكثير من الشجب وعدم القبول ،حتى في صفوف الجمهوريين، إلاّ أنه جاء في جوّ مفعم بالإحباط وعدم الارتياح لسياسة الرئيس تجاه الارهاب الداعشي. بل تجاه سياسته إزاء سوريا، التي « لا يستقيم فصلها عن الجانب العراقي من حرب داعش ».

تفاقم الخلاف

وسط هذه الأجواء، جاءت قمة «مكافحة الارهاب » في واشنطن قبل أيام لتزيد من الانكشاف ومن تفاقم الخلاف بين البيت الأبيض والمعترضين على « استراتيجيته» التي طالما قيل بأنها اسم لغير مسمّى. خطاب الإدارة خلال القمة، خاصة خطاب الرئيس، أثار اعتراضات صاخبة.

دار الجدل حول تعريف الارهاب في المنطقة. البيت الأبيض والمحافظون على طرفي نقيض. الأول يرفض ربط العنف المتطرف بالإسلام. في قاموسه ليس هناك «تطرف إسلامي» . هناك « عنف متطرف ». من حيثيات الإدارة ان الموضوعية تقضي بالفصل وكذلك الحسابات السياسية بحيث لا يمكن استعداء كافة المسلمين. لكن الثاني يصرّ على الربط الذي يستبطن التحريض على الإسلام.

العطب في استراتيجية الرئيس يكمن في مقاربته الأكاديمية لإرهاب « داعش ». مأزقه أنها مقاربة غير عملية، لكنه لا يزمع مغادرتها لئلا تترتب عليه التزامات لا يريدها. المخرج كان في تحويرها. والصيغة كانت في العودة إلى موضوع تحرير الموصل وتقريب موعده إلى ابريل المقبل على ما تشير التسريبات والتحركات.

وزير الدفاع الجديد اشتون كارتر عقد لقاء في الكويت يوم 23 فبراير مع عسكريين ودبلوماسيين وخبراء أميركيين على اتصال بالوضع في العراق. التقديرات أنه كان لغرض التحضير للعملية العسكرية المتوقع أن تشارك فيها قوات عراقية تدعمها ميليشيات إلى جانب البشمركة وخبراء اميركيين في الميدان.

ربط التوقيت

وثمة من ربط التوقيت والصيغة بمفاوضات النووي الإيراني التي قطعت شوطاً بلغ نقطة « وضع اللمسات الأخيرة » التي انكب عليها « التقنيون الذين تم استدعاؤهم إلى جنيف »، على ما يقول أحد المتابعين للملف. فهل يبدأ هجوم الموصل في إبريل في ظل اتفاق إطار حول النووي يكون قد تمّ التوصل إليه في مارس، بحيث تكون الإدارة قد ضربت عصفورين بحجر واحد ؟ المؤشرات تقول: ربما.

Email