المراقبون يُحذّرون من عدم عكسه التركيب العرقي والطائفي للبلاد

الجيش العراقي يفقد 30% من قدرته القتالية

الجيش العراقي تعرض لأسرع انهيار في الموصل أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

نقلت مجلة «جينز دفنس ويكلي» العسكرية المتخصصة عن مسؤولين عراقيين وأميركيين كبار تأكيدهم، أخيراً، أن الجيش العراقي فقد 30% من قدراته القتالية في شهري يونيو ويوليو الماضيين، خلال صداماته مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش». ونسبت إلى مراقبين يتابعون تطورات الوضع في شمال العراق قولهم إن الجيش العراقي لم يعد بالوسع النظر إليه على أنه مؤسسة يمكن أن تعكس التركيب العرقي والطائفي للعراق.

وأوضحت المصادر نفسها أن 4 فرق من إجمالي الفرق الـ 14 التي يتألف منها الجيش العراقي لم يعد لها وجود، أو أصبحت غير فعالة في القتال، منذ أوائل يوليو الماضي.

وأشارت المجلة إلى أن أسرع انهيار عرفه الجيش العراقي حدث في الموصل، التي تعد ثاني اكبر مدينة عراقية، حيث انحلت الألوية الأربعة التي تتألف منها الفرقة الثانية، وهي الألوية الخامس، السابع، الثاني عشر والسادس والعشرون، من الناحية العملية في الفترة من 7 إلى 11 يونيو الماضي.

وأعادت المجلة إلى الأذهان أن ألوية الجيش العراقي مصممة بحيث يتألف اللواء الواحد من 2200 جندي يندرجون في 3 كتائب ومقر قيادة بدعم من وحدات يتم توجيهها على مستوى الفرقة، غير أنه من الصعب تحديد قوة الفرقة الثانية في الجيش العراقي في وقت حدوث الانهيار، وذلك بسبب المشكلات التي واجهها الجيش العراقي منذ أمد بعيد، من حيث هروب بعض عناصره من الخدمة ومعدل الإجازات العالي ووجود أسماء وهمية على كشوف الرواتب.

ونقلت المجلة عن مصادر متعددة قولها إن كل كتيبة في الجيش العراقي تقريبا لا تضم أكثر من 800 جندي، مما يعني أن الفرقة الثانية ربما كانت تضم أقل من 3000 جندي وقت انهيارها.

وأشارت إلى أن التشكيل الآخر المتمركز في شمال غرب العراق، وهو الفرقة الثالثة المؤلفة من الألوية السادس والتاسع والحادي عشر، لم تقاوم عناصر «داعش» إلا بشكل محدود، وفي منتصف يونيو الماضي، تخلى اللواءان السادس والتاسع عن أسلحتهما، ولاذ جنودهما بالفرار. وحتى يوليو الماضي لم تكن هذه الوحدات قد أعيد تشكيلها بعد.

تدمير كامل

وقد تعرض اللواء الحادي عشر، الذي كان متمركزا في مدينة تلعفر الواقعة إلى الغرب من الموصل، للتدمير الكامل تقريبا على يد عناصر «داعش» في منتصف يونيو الماضي، وكان الاستثناء من هذه القاعدة متمثلا في الكتيبة الرابعة، التي كانت تدافع عن موقع خارج تلعفر في أوائل يوليو الماضي، ووضعها الراهن أبعد ما يكون عن الوضوح.

وفي غضون ذلك، يبدو أن اللواء الحادي عشر قد دمر أو انحل في غمار قتال دار قرب الحدود السورية، ولم تكن القيادة العراقية العليا على علم بمصيره أو موقعه حتى يوليو الماضي.

وإلى الجنوب في محافظة صلاح الدين، لم يكن مصير الفرقة الرابعة المؤلفة من الألوية الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر، أفضل كثيرا، ففي 12 يونيو ترك اللواءان الرابع عشر والسادس عشر مواقعهما في تكريت، مع تقدم عناصر «داعش» باتجاه المدينة بدعم من القبائل المحلية، وكان اللواء 16 قد تم إضعافه بالفعل، عندما ترك الجنود الأكراد الذين يشكلون نصف قوته مواقعهم في يونيو عام 2013..

وفي غضون ذلك، كانت الفرقة الأولى قد تكبدت خسائر كبيرة بالفعل في القتال في محافظة الأنبار منذ ديسمبر الماضي. وبحلول الربيع كان اللواءان الأول والثاني فيها قد تدنت قدراتهما القتالية في سلسلة من المعارك، بحيث وصلا إلى مستوى الافتقار للفعالية العسكرية. وفي يوليو الماضي، لم يكونا قد استأنفا العمليات العسكرية.

الانهيار الأكبر

وأشارت المجلة إلى أن الانهيار الكبير لتشكيلات عسكرية عراقية تقليدية كبيرة، قامت بتدريبها وتزويدها بالسلاح الولايات المتحدة بتكلفة تقدر بمليارات الدولارات، قد عزي بصورة كاملة تقريبا إلى مستوى الفساد المرتفع السائد في العراق على أعلى المستويات.

ونقلت المجلة عن شهود عيان وصفهم للثقافة العسكرية السائدة التي يقوم في إطارها أفراد بعقد صفقات عسكرية كبرى، ثم يعاد بيعها بعدئذ للجيش العراقي.

وقالت إن الحكومة العراقية تتعامل حاليا مع التحقيقات في عمليات التخلي عن المواقع والسلوك الموصوف بالخيانة من قبل كبار الضباط في الجيش العراقي باعتباره من أسرار الدولة الرسمية، ولم يتم الإعلان الا عن عدد محدود من الاتهامات الموجهة لكبار المسؤولين.

وخلصت مجلة «جينس ديفنس ويكلي» إلى أنه في اعقاب انهيار وحدات من الجيش العراقي تحملت الميليشيات الشيعية مسؤولية التصدي لهجمات« داعش»، ونقلت المجلة عن شهود عيان تأكيدهم أنه لولا جهود هذه الميليشيات لكانت بغداد قد سقطت بالفعل في يد عناصر داعش.

Email