غرف عمليات يديرها أتراك وقطريون في طرابلس ومصراتة لمواجهة «طوفان الكرامة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

قالت مصادر عسكرية ليبية لـ«البيان»: إن لدى قيادة الجيش معطيات متكاملة عن وجود غرفتي عمليات في طرابلس ومصراتة، يديرها مرتزقة أجانب، وإن العناصر التركية حاضرة بقوة، إضافة إلى عناصر من جنسيات أوروبية وبعض المرتزقة من الولايات المتحدة ودول أمريكا اللاتينية، وإن هؤلاء جميعاً يعملون تحت إشراف قطري تركي، وهم من يشرفون على إدارة تحركات الميليشيات في جبهات القتال، وإن بعض القوى الإقليمية والدولية، وعلى رأسها تركيا تمدهم بخرائط آنية لتحركات الجيش الليبي، يتم التقاطها عبر الأقمار الاصطناعية، مشيرة إلى أن المعركة لها أبعاد عدة، منها ما هو سياسي وعقائدي، ومنها ما هو مالي واقتصادي.

وأوضحت ذات المصادر أن الجيش الوطني، وهو رمز سيادة الدولة الليبية والحاصل على دعم الشعب والمعترف به دولياً، وجد نفسه في معركة يقوم الطرف المقابل بتمويلها من أموال الشعب الليبي، التي يتم جمعها من الثروة النفطية وقام الجيش بتحريرها من الميليشيات وإعادتها إلى سيادة الدولة، ولكن بدل من أن تذهب لخدمة الشعب وحل مشاكله وتوفير الرفاه له، صارت تذهب لدعم الجماعات الإرهابية وللمرتزقة الأجانب، وهو أمر لم يسبق أن حصل في أي بلد آخر، حيث يكفي أنها المرة الأولى، التي يتم فيها الصرف من مال الدولة على مرتزقة، يقودون طائرات تابعة للميليشيات كي تضرب جيش الدولة.

ومؤخراً، نقل مدير إدارة السيولة بمصرف ليبيا المركزي في البيضاء (موازي) رمزي الأغا، عن مصادر وصفها بـ«الموثوقة» عزم حكومة الوفاق تخصيص ملياري دينار لغرض استيراد أسلحة وذخائر وتمويل الميليشيات، وذلك تحت غطاء استيراد مواد غذائية خاصة بشهر رمضان، معلناً عن وجود اتفاق بين المجلس الرئاسي والبنك المركزي في طرابلس يتعلق بـ«صرف نصف مليار دينار نقداً بشكل عاجل لمجموعات مسلحة»، لم يذكرها بالاسم، لكنه برر هذا التخصيص المالي بمعالجة ظروف استثنائية تمر بها الدولة ومعالجة الآثار والتداعيات الناجمة عنها.

مبالغ مالية ضخمة

ومع بداية المعارك حول طرابلس، رأى عضو مجلس النواب محمد العباني أن قرار رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج بمنح ملياري دينار لميليشيات طرابلس، هو إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق من أموال الخزينة العامة، التي تعد ملكاً للشعب، متهماً السراج بارتكاب جريمة إهدار مال عام، لتصرفه في المال العام خارج الميزانية المعتمدة.

وأضاف أن تخصيص ملياري دينار خير دليل على ارتباط المجلس الرئاسي والسراج بقوى الشر والإرهاب، ما يفقده أي شرعية ويعريه أمام شعبه والمجتمع الدولي ويجرده من العطاء الاجتماعي والأدبي والأخلاقي، لافتاً إلى أن منح السراج أموال للميليشيات يزيد موقف الجيش قوة ودعماً وإصراراً على تطهير طرابلس من هذه النماذج التي تعيث في العاصمة فساداً.

وأوضح المحلل السياسي الليبي عبد الباسط بن هامل أن تمويلات ضخمة تم تخصيصها للمسلحين الأجانب والمحليين، وأن هناك عدداً من أمراء الحرب حصلوا خلال الفترة المالية على مبالغ ضخمة سرعان ما نقلوها إلى تركيا وإلى بعض الدول الأخرى، ليزيدوا من حجم الثروات الطائلة التي باتوا يحتكمون عليها خلال السنوات الماضية.

وتابع بن هامل: إن هناك مشكلة كبرى باتت تواجه المجتمع الليبي، وخاصة في المدن المحكومة بالميليشيات مثل مصراتة وزليتن والزاوية وضواحي طرابلس ومناطق الأمازيغ، وهي تجنيد الأطفال مقابل الأموال المدفوعة من قبل حكومة الوفاق، وذلك من باب استغلال الظروف الصعبة، التي يواجهها الليبيون منذ سنوات، وبينما تعجز الأسرة عن الحصول على مبلغ مئتي دينار من رصيدها الشهري في المصرف بسبب غياب السيولة، يمكن للمسلح أن يحصل على ألف دينار يومياً مقابل القتال ضد الجيش.

وذهبت مئات الملايين من الدولارات لشراء ذمم عناصر الميليشيات، وكذلك لتسليح الجماعات الإرهابية، ولاستقطاب المرتزقة، حيث يحصل المرتزق الأجنبي على مبالغ تصل إلى ألفي دولار يومياً، بينما يحصل المرتزق المحلي على ألف دينار يومياً مع الوعد بأن يجد في حسابه المصرفي 25 ألف دينار في حالة انتهاء المعارك، إلا أن آمري الميليشيات وأمراء الحرب حصلوا على مبالغ تعد بعشرات ملايين الدولارات.

Email