تجمعات نسائية عربية في مصر لمساعدة اللاجئات

«رابطة سوريات» نموذج مُصغر لتجمعات نسائية عربية في مصر | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

نموذج الرابطة هو نموذج مُصغر لتجمعات نسائية عربية في مصر، هدفها الأول دعم المرأة العربية، بخاصة تلك التي تواجه ظروفاً خاصة شديدة التعقيد كالمرأة السورية، ولربما هذا ما يعكسه، وفيما لم تقف المرأة المصرية موقف المشاهد من تلك الملحمة النسائية التي تعين بعضهن البعض فيها سيدات لهن مثل الظروف تقريباً، أقدمت على المشاركة إما كمتطوعة لخدمة اللاجئات من خلال الإسهام في تقديم دورات تدريبية أو أي شكل من أشكال الدعم، أو استفادت أيضاً في الحصول على خدمات ذلك التجمّع والمشاركة في الدورات المقدمة من خلاله.

من بين أولئك الفتاة المصرية العشرينية نورا علي، التي كانت حاضرة على هامش تلك الملحمة، من خلال تقديمها دورات تدريبية للاجئات وأبنائهن في اللغة الإنجليزية. تقول نورا إنها تعمل في المجال التطوعي منذ عامين ونصف العام، بخاصة فيما يتعلق بتعليم أبناء اللاجئين اللغة الإنجليزية، وتجد متعة في ذلك العمل التطوعي.

وتشير نورا إلى أن العمل التطوعي هو أيقونة الحياة بالنسبة إليها، وتدعو في ذلك الصدد الشباب المصري إلى تخصيص جزء ولو محدود جداً من أوقاتهم للمشاركة في دعم اللاجئين الموجودين على أرض مصر، بخاصة في مسألة التعليم.

قوة ومثابرة

يحملن ظروفهن معاً ويدعمن بعضهن البعض، فيصبحن أكثر قوة ومثابرة.. تلك الملحمة التي بطلاتها يمنيات وسودانيات ومصريات، وبإخراج ومشاركة سوريّات هي نموذج في التكافل والتعاضد من أجل مواجهة صعوبات الحياة التي تثقل كاهل المرأة، ليست الأولى ولا الأخيرة من نوعها، لكنها تتميز ببساطتها وعمق الهدف الذي تصبو إليه، وكذا عمق المعاني التي تقدمها كتجربة تظل مُهمة في حياة المئات من المستفيدين بصورة مباشرة والآلاف بصورة غير مباشرة، وجميعها تجارب تستحق التشجيع والمساندة وتسليط الضوء عليها لما فيها من عبرة ودلالات مُهمة، لعل من أهمها أن المرأة قادرة على مجابهة الصعوبات كافة والتصدي لها، والمشاركة بفاعلية في مساندة وإقامة أسرتها في ظل تلك الظروف، وأنها فعلاً «أهم رابطة تربطنا بالحياة» كما قال محفوظ.

الدفاع عن النفس

تتمتع اللاجئات، كما عموم اللاجئين، في مصر باحتضان شعبي ومبادرات عملية لهذا الاحتضان، لكن اللاجئات السوريات أخذن كذلك على عاتقهن خلق مبادرات تعينهن على حياة اللجوء، من هذه المبادرات «مجتمع واع وأكثر حماية وأمانا» التي أسستها «رابطة نساء سوريات» لتقوية المرأة نفسياً وجسدياً عن طريق تقديم دورات تدريبية تعلمهن سبل الدفاع عن النفس لدرء الاعتداءات وحماية أنفسهن.

وقد نقلت شبكة «بي بي سي»، قبل بضعة أشهر، عن رئيسة المبادرة لطيفة فتحي، أن تأسيس دورات تدريبية لتعليم اللاجئات فنون الدفاع عن النفس فرض نفسه كضرورة ملحة، حيث تتعرض اللاجئات أحياناً للتحرش اللفظي والجسدي والسرقة، و«لا بد أن تكون اللاجئة قوية لحماية نفسها مما تتعرض له من مخاطر».

في هذه الدورات، يتم تدريب السيدات على فنون الدفاع عن النفس وتوعيتهن بحقوقهن وواجباتهن عن طريق التعرف إلى القانون المصري وكيفية التصرف في حال التعرض للعنف، فهي بمنزلة مبادرة توعوية شاملة تدعم اللاجئات السوريات وتعطيهن الثقة اللازمة للاندماج مع المجتمع المصري بدون خوف.

وأوضحت لطيفة في حديثها آنذاك أن الكثير من السيدات السوريات يفكرن مئة مرة قبل الخروج من منازلهن لشعورهن بالضعف وقلة الحيلة، نتيجة شعورهن أنهن قد يكنّ ضحية لاعتداء لا يستطعن رده. فالتدريبات تقوي المرأة لتدافع عن نفسها وعائلتها وتدعمها لتربية أبنائها على مبادئ الشجاعة والقوة.

وأكدت: «نحن ندرك تماماً أن المرأة هي عماد الأسرة وقوامها، فإذا كانت قوية يكون البناء كله قوياً، أما إذا كانت ضعيفة فسينتج عن ضعفها أجيال خائفة وهزيلة».

 

اقرأ أيضاً:

ـــ  التكافل.. ملحمة نسائية تكافح عذابات اللجوء السوري

Email