مئات القصص يلخصها كتاب «وقلْت بِكتبلَك»

إحدى العائلات المفقودة في الحرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

التزاماً بقضية المفقودين اللبنانيين وعائلاتهم على مستويات عدة، أهمها الالتزام الأخلاقي والإنساني، وفي سياق تعقب وجمع معلومات شاملة عن الأشخاص المفقودين في سائر المناطق اللبنانية وظروف اختفائهم، يبرز كتاب بعنوان «وقلْت بِكتبلَك»، الذي ينقل قصص وتجارب أكثر من 900 عائلة فقدت أفراداً وأقارب وأعزاء.

وبين دفتيه، يجمع الكتاب نحو 100 نص أدبي، نثري وشعري، معيداً المأساة إلى كلاسيكيتها: أشخاص يناجون غائباً، بكثير من الألم واللوعة. والنصوص أقرب إلى الرسائل. أما تصنيفها بحسب المُرسل، فيعطي معنى مغايراً لحضور الغائب، والذي هو، في رسائل أهله وأقاربه، أكثر من واحد، إذ لم ينشر، في أسفل كل نص، غير الاسم الأول للمُرسل والمُرسل إليه، مثل رسالة ماري إلى ابنها داني، وهي امرأة ودعت سنوات عمرها الـ87 ولا تنام الليل منذ 23 عاماً.

منطقية الموت

وإذ يخبر كاتبو الرسائل عن موت الوالدين، أو أحدهما، أو أحد الأبناء أو بعض الذين كانوا يبحثون عن المفقود، بعد الانتظار الطويل، أو أحد الأبناء، ويختبرون، بهذا الحد أو ذاك، منطقية الموت، فإن الخاطف لا يغيب، وهو يجاور الغائب في حضوره. وتميل الرسائل، أحياناً، لتكون موجهة للطرفين اللذين يُفترض تناقضهما. «ما الذي حصده هؤلاء من جنى أفعالهم سوى وخز الضمير وجهل المصير؟»، يقول جرجورة إلى أخيه يوسف، في حين يسأل مهدي عن الجريمة التي ارتكبها شقيقه أحمد: «ما هو ذنبه؟ ما الجريمة التي اقترفها لكي يخطفوه؟».

كما توجـه نجلا، شقيقة المخطوف نعيم، رسالـة إلى خاطفــي أخيـها: «ارحموا من في الأرض يرحمكــم مـن فــي السمـاء».

إلى ذلك، تبدو الرسائل، في أغلبها، تتقلب في الغياب، فمرسِلوها يبقون على الأمل ويحضرون أنفسهم للقاء. وداد تنادي زوجها المخطوف عدنان بـ«عدنوني»، في محاولة لتغيير جو القضية، سيلفي تعِد أخاها المفقود جوزيف بأنها «ستعمل المستحيل حتى يحب الحياة من جديد»، وتعده بأن تزوجه أيضاً «ليش لأ. يا ليت. الله كريم».

وفي رسالة أخرى، تقول أنيسة لأخيها المخطوف علي: «هل تعلم أن ولدك الوحيد أصبح شاباً وقد تزوج وأنجب طفلاً اسمه علي. أما ابنته الصغيرة ريان فهي تشبهك كثيراً. إنهم جميعاً بانتظارك، هلا عدت إلينا محملاً بالحب والحنان. إلى اللقاء وليت اللقاء يكون قريباً».

 

اقرأ أيضاً:

ـــ 43 عاماً على الحرب اللبنانيّة و17000 ثقب في ذاكرتها!

Email