اللواء السابع.. القوة الجديدة في المشهد الليبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

مساء 26 أغسطس الماضي، أعلن اللواء السابع القادم من مدينة ترهونة (88 كيلومترا جنوب شرق طرابلس) الذي كانت بعض تشكيلاته تتمركز في جنوب غرب العاصمة، عن إطلاق عملية «تطهير العاصمة من دواعش المال العام».

ووفق محاولات عضو مجلس النواب عن مدينة ترهونة محمد العباني، الرد على من يتهمون القوات المهاجمة بغموض الهوية والهدف، فإن اللواء السابع يعد لواء عسكريا بنسبة 100 في المئة، وقوامه 5 آلاف عسكري بمختلف الرتب العسكرية التي تعمل بـ«ضمير القوات المسلحة» نفسه، بحسب تعبيره.

ويضم اللواء السابع عسكريين من قوات النظام السابق، وآخرين من خريجي المدارس والأكاديميات العسكرية، وكان تابعا للمجلس الرئاسي إلى حد أبريل الماضي عندما تم فصله بقرار من السراج. وهو يحظى بدعم قبلي كبير، كما له مؤيدون في العاصمة التي تشير الإحصائيات الرسمية أن ثلث سكانها ينحدرون من قبائل ترهونة المعروفة بأثرها الكبير في تاريخ ليبيا وبأنها ثاني أكبر القبائل عددا بعد قبائل ورفلة، إلى جانب حفاظها على علاقات متميزة مع مختلف الأطراف السابقة واللاحقة.

وشدد العباني على أن اللواء السابع مشاة لا يحمل أية أجندات سياسية وإنما هو كيان عسكري، مؤكدا بأنه لا يتبع القيادة العامة للقوات المسلحة، ولا يقع إداريا تحت سلطاته، لافتا إلى أنه من ضمن المنظومة العسكرية الملتزمة بالقانون والضبط العسكري، وأن معظمه من مكونات مدينة ترهونة.

قوى متعددة

وبعد ثلاثة أيام من بدء العملية، تعرضت مدينة ترهونة إلى قصف جوي، ورغم إنكار المجلس الرئاسي أن يكون وراءه، التحق اللواء 22 بترهونة التابع للقوات المسلحة بقيادة المشير حفتر، باللواء السابع في معركته، وكذلك الأمر بالنسبة لقوة العمليات الخاصة التابعة بدورها للجيش الوطني التي انطلقت من الزنتان لإسناد العملية، في حين التحق مسلحون من مناطق مجاورة لطرابلس بالقوة المهاجمة، بينما أثار التحاق مسلحين من مصراتة بقيادة صلاح بادي، مهندس ميليشيا «فجر ليبيا» في العام 2014، قلقاً لدى اللواءين السابع و22، وجعل المراقبين يحذرون من أن تغرق طرابلس لاحقا في حرب بين القوى المهاجمة نتيجة التناقضات الحاصلة بين بعضها، ونظرا لرغبة بعض منها وخاصة منها المتصلة بما تسمى حكومة الإنقاذ، المطرودة سابقا من العاصمة، في استغلال الفرصة للتمركز من جديد داخلها.

عمليات النهب

مشكلة أخرى، تعترض القوى المهاجمة، وهي استغلال بعض الأطراف المنفلتة من داخل العاصمة وخارجها، الوضع الناتج عن المعارك، لتنفيذ عمليات نهب وسلب للأملاك العامة والخاصة على نطاق واسع، فيما أكد سفير ليبيا السابق لدى الأمم المتحدة إبراهيم الدباشي، أن اللواء السابع قادر على جلب المزيد من العسكريين المحترفين حال التزام قواته بالانضباط العسكري، وابتعادهم عن الممارسات الإجرامية للميليشيات، ورفضهم لأية تحالفات مع الميليشيات الجهوية، لافتا إلى أنه باتباع تلك الشروط سيتمكن من الحصول على دعم شعبي واسع، الأمر الذي من شأنه قلب الخريطة السياسية رأساً على عقب، والإطاحة بكل المخططات الأجنبية، والطموحات الشخصية لمتصدري المشهد السياسي، ورفع فرص ليبيا في الخروج من النفق المظلم الذي أوقعها فيه الفاسدون والعملاء والسذّج، وفق تعبيره.

توافق وانتخابات .. بعد الحسم

بينما يؤكد اللواء السابع، وحلفاؤه الميدانيون، أن هدفهم هو القضاء على الميليشيات، وتسليم مقاليد السلطة الأمنية والعسكرية إلى مؤسسات شرعية وسيادية، تؤكد مصادر مطلعة أنه حال تحقيق هذا الهدف سيكون من الممكن الحديث عن توافق وانتخابات وحكومة موحدة، مشيرة إلى أنه كان من الصعب، وقد يكون من المستحيل، الحديث عن أي حل سياسي في ظل سيطرة أمراء الحرب على العاصمة.

Email