الاتحاد الأوروبي: سلوك تركيا لم يتغيّر بل أصبح أكثر سوءاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الاتحاد الأوروبي أن سلوك أنقرة لم يتغير جوهرياً بل ازداد سوءاً، وذلك في وقت يعقد القادة الأوروبيون اجتماعاً تضاربت الأنباء حول نتائجه، ففيما أكد البعض الخروج بعقوبات صارمة ضد تركيا، أشار آخرون إلى إمكانية تأجيل ذلك إلى مارس المقبل، فيما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يتوجب على القادة الأوروبيين اتخاذ موقف منسجم مع القرارات التي جرى الاتفاق حولها في اجتماع أكتوبر الماضي، التي تدعو إلى عقوبات صارمة، داعياً إلى ضرورة الدفاع عن سيادة دول الاتحاد الأوروبي.


وتدرس القمة الأوروبية مشروع قرار أوروبي يدين خطاب تركيا العدائي، وبحسب المسودة الأخيرة لنص القمة، فإن قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يطالبون بإضافة أعمال الحفر والتنقيب بشرق البحر المتوسط، إلى قوائم الانتهاكات التركية. كما ستوصي بإدراج شخصيات تركية وكيانات على قائمة العقوبات.


توسيع العقوبات
وورد في نصّ المسودة أن قادة الاتحاد الأوروبي يهدفون إلى العمل بالتنسيق مع جو بايدن (الذي يبدأ العمل في البيت الأبيض في يناير المقبل) لتوسيع قائمة العقوبات على تركيا، وقال دبلوماسيون أوروبيون بارزون إن العقوبات المقترحة رمزية. وتقترح اليونان وفرنسا وقبرص حظر مبيعات الأسلحة وتعليقَ الاتحادِ الجمركي القائمِ مع تركيا وسدَ أفقِ مفاوضاتِ العضويةِ في الاتحادِ بصفةٍ نهائية. لكن هذا الموقف لا يحظى بأغلبيةِ الدولِ الأعضاء. حيث أشارت مصادر إلى إمكانية تأجيل العقوبات إلى مارس المقبل حسب تسريبات عن اللقاء تحصلت عليه وكالة «رويترز».


في الأثناء، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إنه «سيجري بحث العلاقات مع تركيا والنظر معاً في نطاق الموقف الموحد وإرسال إشارة واضحة ومواصلة العمل من أجل حماية القيم والمصالح الأوروبية». بينما أكد الممثل الأعلى في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أنه لم يكن بوسع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تقديم تقييم إيجابي لسلوك تركيا، لافتاً إلى أن سلوك أنقرة لم يتغير جوهرياً بل ازداد سوءاً.


سيادة الاتحاد الأوروبي
من جهته، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه يجب علينا الدفاع عن سيادة دول الاتحاد الأوروبي، في إشارة منه إلى تركيا.
يأتي ذلك، بعدما أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن أن لغة التهديد بالعقوبات لن تجدي نفعاً مع تركيا، داعياً قادة وزعماء دول الاتحاد الأوروبي إلى تجنب فرض عقوبات على أنقرة.
وأضاف الرئيس الفرنسي أنه يتوجب على القادة الأوروبيين حماية سيادة الاتحاد واستقرار المنطقة خاصة شرق المتوسط، موضحاً: «نحن معنيون باستقرار المتوسط من شمال أفريقيا إلى الشرق الأوسط مروراً بشرق المتوسط».


كما أعرب رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، عن ثقته بأن تركيا لن تغير ممارساتها في المنطقة دون ضغط الاتحاد الأوروبي عليها.
وأكد ميتسوتاكيس أن بلاده لا تنتظر من تركيا تغيير سلوكها من تلقاها نفسها، مشدداً على أن ذلك سيتم بعد الضغط عليها. كما أشار إلى أن الحوار ممكن بعد تغيير السلوك.
تقرير
أكد تقرير لصحيفة «دويتشه تسايتونج»، الألمانية، أن أردوغان بحاجة لسماع كلمات واضحة لا لبس فيها خلال قمة قادة الاتحاد الأوروبي، وأنه إذا كان الاتحاد يرغب في تقويم سياسات الرئيس التركي، فلا بد من أن يكون صارماً في قراراته تجاه انتهاكات أنقرة.


وأشار التقرير إلى حاجة تركيا إلى أوروبا في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى، خاصة مع وجود رئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية معروف بانتقاداته الشديدة لأنقرة.

Email