خبراء لـ«البيان »: حصار تركيا نقطة توافق الجميع

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حظت زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لباريس، بزخم سياسي وشعبي كبيرين، وذلك مع انعقاد امس القمة الأوروبية، لمناقشة ملفات حاسمة تخص الممارسات التركية وسياستها «العدوانية» تجاه أوروبا، ما اعتبره سياسيون وعسكريون أوروبيون رسالة تأكيد على أن سياسة أوروبا الجديدة تجاه تركيا تخطت حدود الدبلوماسية والتفاوض الهادئ، ودخلت مرحلة «المواجهة المتعددة المستويات»، وبدا التغير ملحوظاً من خلال تصريحات المسؤولين الألمان، وتحركات فرنسا، لا سيما مع تصاعد التصريحات المعادية من طرف المسؤولين الأتراك ضد أوروبا، بما يؤكد أن المواجهة باتت قاب قوسين أو أدنى.

كتلة صد

وقال، أولفير بريل، المدرس بمعهد الدراسات السياسية بباريس لـ«البيان»، إن زيارة السيسي لباريس، في هذا الوقت، والتصريح حول تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية وفي مجالات التعليم والنقل والدفاع والأمن، قبيل القمة الأوروبية التي بدأت امس الخميس وتنتهي الجمعة، لمناقشة تصاعد التهديدات التركية لأمن أوروبا وشرق المتوسط، تعني أن أوروبا دخلت مرحلة «مواجهة تركيا»، وأن التحالفات الجديدة بين مصر واليونان وقبرص واليوم فرنسا، باتت «كتلة صد» في مواجهة أنقرة وطموحاتها الاستعمارية في المنطقة، خاصة بعد أن كشفت مصر عن قوتها في ملف ليبيا مؤخرا، وأجهض الرئيس المصري بحنكة المساعي الاستعمارية التركية في ليبيا، ذلك في وقت تراجعت فيه الوساطة الألمانية بين أوروبا وأنقرة بسبب تصاعد الاستفزازات التركية المتواصلة وتصاعد اللهجة العدائية من جانب المسؤولين الأتراك، خاصة بعد تضييق فرنسا وأوروبا على «جماعة الإخوان المسلمين» المدعومة من تركيا، هذه المعطيات تؤكد أن الاتحاد الأوروبي أمام خيار وحيد وهو فرض عقوبات اقتصادية على أنقرة، وغلق ملف الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ودعم التحالف الجديد «الأوروبي المصري».

تحالف خنق تركيا

وأضاف، ديلون غوادر، الضابط السابق بوزارة الدفاع الفرنسية والاستاذ بالمدرسة العسكرية بباريس، أن تحالف اليونان وقبرص ومصر آثر بوضوح على خطوات تركيا الاستعمارية خلال الثلاثة أشهر الماضية، سواء في شرق المتوسط أو في ليبيا، وبدعم فرنسا للتحالف، باتت تركيا محاصرة عسكرياً وسياسياً بشكل غير مسبوق، سيزداد الخناق أكثر عندما يخرج القادة الأوروبيون بقرار بعد دراسات ومشاورات خلال الشهور الماضية حول تأمين الحدود الأوروبية من جهة تركيا، بدعم اليونان أمنياً وعسكرياً ومادياً، وتعزيز التعاون الأمني بين دول الاتحاد، كل هذه المعطيات تعني أن مرحلة «خنق» تركيا قد بدأت من جانب أوروبا والحلفاء في منطقة الشرق الأوسط.

خيار وحيد

ويختتم، نيكولا مورو، المحاضر بالمعهد الدبلوماسي والقنصلي بباريس، أن القمة الأوروبية في أكتوبر الماضي، ثم القمة المصغرة في نوفمبر، أمهلت تركيا وقتا للتراجع عن السياسات العدوانية تجاه أوروبا ودول الشرق الأوسط، وسعت أوروبا «دبلوماسيا» بقيادة ألمانيا لإثناء تركيا عن سياساتها التي تعد عدوانا على أوروبا، وانتهاكات للقانون الدولي خاصة في ليبيا، وجميع هذه الجهود فشلت، بل استغلتها تركيا بشكل يمثل «اهانة» لأوروبا وللمجتمع الدولي، لذلك فإن مسألة المواجهة الحاسمة باتت خياراً وحيداً أمام أوروبا والمجتمع الدولي لمواجهة مطامع أردوغان وسياساته العدوانية تجاه الجميع.

Email