تركيا.. عقوبات أوروبا على مرمى حجر

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد طول صبر على الاستفزازات التركية، والعبث بالأمن في منطقة شرق المتوسط، تستعد أوروبا لتنفيذ وعيدها بفرض عقوبات على أنقرة، ما يجعل المزيد من الشركات التركية والمسؤولة عن أعمال التنقيب غير المشروعة في المياه المتنازع عليها في البحر المتوسط، في مرمى السياط الأوروبية.

ولن يكتفي الاتحاد الأوروبي على ما يبدو بذلك بل سيعد قوائم إضافية لقائمة العقوبات المعدة أصلاً منذ العام 2019، ولن يتوانى كذلك عن توسيع نطاقها حال تطلّب الأمر.

كشّر الأوروبيون عن أنيابهم بعد أن أعطوا أنقرة الفرصة تلو الأخرى وهي تمارس المراوغة واللعب على الحبال والتعدي على حقوق غيرها، إلى أنّ توصّل الاتحاد الأوروبي إلى قناعة مفادها إخفاق تركيا في خلافاتها مع اليونان وقبرص على موارد الغاز الطبيعي شرق المتوسط، وتعدي أنقرة على حقوقهما، فيما يرى العضوان في التكتّل أن العقوبات الأوروبية لا تصل إلى مدى كافٍ.

ويستشعر الأتراك الخطر المحدّق والذي يصر الرئيس رجب طيب أردوغان على زج بلاده بها غير آبه بما قد تجره من ويلات على الشعب. ووصل التذمّر الشعبي من ممارسات أردوغان إلى الحد الذي جأرت فيه عدد من الأحزاب السياسية بمر الشكوى، بل وأطلقت عديد التحذيرات من مغبة العناد والتمادي، بل والمطالبة بتقديم تنازلات حتى لا تكون البلاد عرضة لعقوبات كبيرة.

يدرك قادة سياسيون أتراك أنّ البلاد أصبحت على مفترق طرق مع أعضاء التكتّل الأوروبي بسبب الممارسات غير المسؤولة والأنشطة غير المشروعة في منطقة شرق المتوسّط، فضلاً عن الأزمة مع الولايات المتحدة الأمريكية على خلفية صفقة منظومة الدفاع الصاروخي الروسية «أس400».

وأطلق السياسيون التحذيرات من مواجهة البلاد عقوبات أوروبية وأمريكية مركبة ومعقدة، حال لم يقدّم أردوغان تنازلات خلال شهري مارس وأبريل المقبلين، لافتين إلى أنّ أنقرة تهدف من خلال زيادة التوتّر شرق المتوسط هو السعي لعقد مفاوضات مع اليونان، إلا أنّ ما أفسد مخططها توحّد الموقف الأوروبي والاتفاق على قلب رجل واحد، بعد أن نجحت كل من اليونان وأثينا في جعل التوتر شرق المتوسط أحد أهم الملفات على الطاولة الأوروبية.

ولم ينسَ السياسيون الأتراك التنويه على العزلة العميقة التي باتت تعيشها تركيا، بعد أن تسبّبت استراتيجيتها في نفاد صبر الأوروبيين، فيما نجحت أنقرة في تفادي العقوبات الأوروبية خلال قمة الاتحاد أكتوبر الماضي، بعدما قامت بسحب سفينة أوروتش رئيس من شرق المتوسط، إلّا أنّ التكتيك لن يجدي نفعاً.

كلمات دالة:
  • تركيا،
  • أوروبا ،
  • عقوبات،
  • سياسيون
Email