انتخابات متزامنة في العالم.. صندوق الاقتراع حل أم مشكلة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد دول كثيرة انتخابات رئاسية وتشريعية في وقت عصيب، إذ تعصف بالعالم جائحة كورونا وما ينتج عنها من صعوبات وأزمات متنوعة.

بعض الانتخابات تحوّلت من وسيلة حل للمشاكل إلى مشكلة تبحث عن حل، كما هو حاصل حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ يرفض الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالانتخابات ويعتبرها مزوّرة، وكما حصل في بيلاروسيا وفنزويلا ودول أخرى، الأمر الذي يدفع للتساؤل إن كانت صناديق الاقتراع كافية لمساعدة الدول والشعوب في مواجهة مشكلاتها.

في فنزويلا بدأت انتخابات برلمانية من المتوقع أن تعيد المؤسسة الحكومية الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة إلى حزب الرئيس نيكولاس مادورو «الحزب الاشتراكي». وتقاطع الانتخابات أحزاب المعارضة الرئيسية برئاسة زعيم المعارضة خوان غوايدو الذي دخل في صراع على السلطة مع مادورو بعد فترة وجيزة من انتخابه رئيساً للبرلمان في يناير 2019. ويعترف به العديد من الدول كرئيس مؤقت.

ووصفت أحزاب المعارضة التي تتبع قيادة غوايدو الانتخابات بأنها مزوّرة. ورفض الاتحاد الأوروبي إرسال مراقبين لمراقبة التصويت، الذي انتقدته الولايات المتحدة ومنظمة البلدان الأمريكية أيضاً.

الكاميرون وغانا

في الكاميرون بدأ الآلاف من كبار الناخبين التصويت، أمس، في أول انتخابات محلية، في عملية اقتراع تقاطعها المعارضة التي تعتبر أنها لن تغيّر شيئاً، لا على المستوى السياسي ولا على صعيد النزاع الانفصالي الذي يمزّق المنطقتين الناطقتين بالإنجليزية في البلاد.

ويهيمن حزب الرئيس بول بيا البالغ 87 عاماً، على المجالس البلدية التي ستنتخب أكبر عدد من الممثلين في البرلمانات المحلية.

ويواجه بيا الذي يحكم الكاميرون منذ 38 عاماً، حركة احتجاج غير مسبوقة منذ إعادة انتخابه عام 2018 وهجمات متكررة تنفذها جماعات متشددة في أقصى شمال البلاد، وكذلك تمرداً في المنطقتين اللتين تقطنهما الأقلية الناطقة بالإنجليزية (شمال غرب وجنوب غرب).

غانا الشهيرة بكونها نموذجاً ديمقراطياً في غرب أفريقيا تستعد لانتخاب رئيس اليوم، في اقتراع يتوقع أن يشهد تنافساً شديداً بين خصمين سياسيين قديمين. ويترشح الرئيس نانا أكوفو-أدو (76 عاماً) عن الحزب الوطني الجديد، لولاية ثانية في مواجهة سلفه جون ماهاما (62 عاماً) زعيم المعارضة الذي ينتمي إلى حزب المؤتمر الوطني الديمقراطي.

ووفق استطلاعات الرأي، تشكّل البطالة والبنية التحتية والطرق والتعليم والصحة القضايا الرئيسية في هذه الانتخابات.

استفتاء ليبيريا

يدلي الناخبون في ليبيريا بأصواتهم الثلاثاء في استفتاء حول تعديل دستوري، يشكل اختباراً للرئيس جورج وياه الذي يخشى معارضوه من احتمال سيره على خطى قادة آخرين في غرب أفريقيا والترشح لولاية ثالثة. ودعي نحو 2,5 مليون ناخب إلى الموافقة أو عدم الموافقة على ثمانية تعديلات على دستور 1986، بما في ذلك خفض مدة الولاية الرئاسية من ست سنوات إلى خمس. وينص التعديل المقترح أيضاً على تقليص مدة ولاية النواب من ست سنوات إلى خمس وأعضاء مجلس الشيوخ من تسع سنوات إلى سبع.

ويشكل هذا الاستحقاق اختباراً مزدوجاً للرئيس البالغ من العمر 54 عاماً بعد نحو ثلاث سنوات من توليه السلطة مثيراً آمالاً كبيرة في هذا البلد الواقع في غرب أفريقيا.

ومنذ انتخابه ازداد الوضع الاقتصادي سوءاً في هذا البلد الذي يعد من أفقر دول العالم. لذلك تراجعت شعبية الأفريقي الوحيد الذي فاز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب كرة قدم في أوروبا في 1995، إلى حد كبير خصوصاً بين الشباب الذين أوصلوه إلى السلطة.

انتخاب ضابط

في مالي، انتخب المجلس التشريعي الانتقالي، السبت، الكولونيل مالك دياو، أحد أبرز المشاركين في انقلاب أغسطس، رئيساً له وسط تنامي الغضب تجاه النفوذ المتزايد للعسكريين، في السياسة في البلاد. وعقد المجلس الذي يتألف من 121 مقعداً جلسته الافتتاحية في العاصمة باماكو، ومن المتوقع أن يلعب هذا المجلس دوراً أساسياً في عودة هذا البلد في غرب أفريقيا إلى الحكم الديمقراطي.

وأطاح ضباط شبان بالرئيس السابق إبراهيم بوبكر كيتا في 18 أغسطس، بعد أسابيع من التظاهرات ضد الحكومة التي بدأت نتيجة فشل حكومته في التصدي لتمرد المتطرفين، وفساد مستشرٍ.

انتخابات رومانيا

وبدأ الناخبون في رومانيا التصويت السبت، في انتخابات عامة تمثّل أهمية بالغة لاستعادة مصداقية البلاد بين المستثمرين، حيث يتقدم تيار الوسط ذو التوجهات الإصلاحية بزعامة رئيس الوزراء لودوفيتش أوربان بفارق ضئيل على الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض.

وقال أوربان (57 عاماً) الذي يتولى السلطة منذ عام على الرغم من سيطرة خصومه على البرلمان، إنه سيلغي زيادة بنسبة 40 في المئة في المعاش التقاعدي أمر بها الحزب الاشتراكي الديمقراطي اليساري، والتي يقول الاقتصاديون إنها قد تؤدي إلى زيادة العجز إلى 11 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وتدفع رومانيا لتصنيف ائتماني غير مرغوب فيه.

Email