تقارير «البيان»:

عفو ترامب عن فلين إغلاق لملف شائك

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقطع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالعفو عن مستشاره السابق للأمن القومي مايكل فلين الذي كان أول المقربين منه يدينهم التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات السابقة، الطريق على إمكانية أن تعيد إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن التحقيق مجدداً في هذا الملف الشائك وجوهره إقرار فلين بالكذب خلال التحقيقات، كما يقول مراقبون، فيما يرى الديمقراطيون أن هذا القرار يمثل استغلالاً للسلطة من جانب ترامب. فلين تفاعل مع إعلان ترامب، بنشر تغريدة تحتوي على رمز للعلم الأمريكي وآية من الإنجيل. وتقول الآية: «فيحاربونك ولا يقدرون عليك، لأني معك». وقاد جيرولد نادلر، رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب، إدانة الديمقراطيين لقرار ترامب العفو عن فلين. وأصدر بياناً قال فيه: «هذا العفو غير مستحق، وغير مبدئي، وصمة أخرى على إرث الرئيس ترامب المستمر في التقلص بسرعة».

استغلال السلطة

وقال الديمقراطي المنتخب آدم شيف رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب مستنكراً إن «دونالد ترامب استغل سلطته دائماً لمكافأة أصدقائه أو حماية الذين غطوه». وأضاف «بلا مفاجأة، ترامب يرحل كما جاء».

من جهته، قالالديمقراطي المنتخب جيري نادلر الذي يرأس اللجنة القضائية في مجلس النواب إن «هذا العفو ليس مبرراً ويتعارض مع المبادئ ويترك وصمة أخرى» على سجل ترامب. وأضاف أن ترامب وعد بهذا العفو لتشجيع فلين على عدم التعاون مع المحققين الفدراليين لأنه كان من الممكن أن «يكشف أفعاله السيئة»، مديناً «استغلالاً للسلطة يضعف سيادة القانون».

وعلى العكس، هنأ نظيره في مجلس الشيوخ الجمهوري ليندسي غراهام، ترامب على «استخدامه الجيد جداً لسلطته لإصدار العفو».

وكتب على تويتر «لم يكن الجنرال فلين عميلاً روسياً بل ضحية تحقيق سياسي». وبررت الناطقة باسم البيت الأبيض كايلي ماكيناني قرار الرئيس، بأنه «يضع حداً لملاحقات سياسية لا هوادة فيها ضد رجل بريء». ووصفت فلين بأنه «ضحية» محاولة «منسقة لقلب انتخابات 2016».

إسقاط التهم

سمم التحقيق الواسع أول سنتين من ولاية ترامب قبل أن ينتهي بنقص أدلة على تواطؤ. لكن المحققين وجهوا إلى ستة من مساعدي ترامب تهماً مختلفة. وبين هؤلاء الجنرال فلين الذي شارك في حملة الجمهوريين الناجحة ثم أجرى محادثات سرية مع السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك في ديسمبر 2016.

وبعد أن أصبح مستشاراً للأمن القومي، قامت الشرطة الفدرالية باستجوابه في 24 يناير 2017 لكنه أخفى هذه الاتصالات. واضطر للاستقالة بسرعة لأنه كذب أيضاً على نائب الرئيس مايك بنس.

وتم استهداف فلين في البداية في قضية مكافحة تجسّس يتولاها مكتب التحقيقات الفدرالي، وذلك بعد أن أجرى الجنرال مكالمات هاتفية سرية مع السفير الروسي لدى واشنطن في ديسمبر عام 2016 بعد فوز ترامب بالرئاسة لكن قبل دخوله البيت الأبيض. وفي مكالمة رئيسية سعى فلين إلى التقليل من تأثير قرارات العقوبات ضد موسكو وطرد دبلوماسييها التي أعلنها الرئيس حينذاك باراك أوباما لتدخّلها في انتخابات عام 2016.

وترافق ذلك مع معلومات عن حصول فلين على مبالغ مالية لقاء تعامله مع شركات روسية، إضافة إلى ظهوره في صورة جالساً إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حفل بموسكو، ما جعل المحقّقين الأمريكيين يخشون من أن يكون كبير مستشاري ترامب عرضة للاختراق. وكان يمكن لإدارة بايدن إعادة فتح الملف لكن العفو الرئاسي يغلقه نهائياً.

Email