العالم يتغيّر وواقع المهاجرين جرح مفتوح

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتغير عناصر المشهد في غير مكان في العالم، ويبقى ملف المهاجرين جرحاً مفتوحاً يشغل بال العالم، دولاً وكيانات ومنظمات سياسية وإنسانية. الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن خلال تقديم فريقه المستقبلي شدّد على أن أولوياته تشمل تمرير تشريع لإصلاح نظام الهجرة، ما يشمل طريقاً لحصول المهاجرين الذين لا يمتلكون وثائق في أمريكا، على الجنسية.

في نفس الوقت، جاء الإعلان عن غرق ثمانية أشخاص بعد أن انقلب زورق كان يقل 35 مهاجراً من منطقة المغرب العربي إلى جزر الكناري، ليلقي الضوء على أهمية هذا الملف ببعديه الإنساني والأمني، إذ أعلنت خدمة الطوارئ في جزر الكناري أنها عثرت على 4 قتلى الليلة الماضية، وجرى انتشال جثث أربعة أشخاص آخرين صباح اليوم. وأوضحت أن أفرادها يبحثون عن أي مفقودين آخرين، بعدما أنقذت 28 جرى نقل أحدهم إلى المستشفى، وفقاً لوكالة رويترز.

مقتل مئات

المئات لاقوا حتفهم هذا العام خلال رحلتهم المحفوفة بالمخاطر إلى الجزر الإسبانية في المحيط الأطلسي، والتي تكون عادة بقوارب متهالكة يتكدس فيها الفارون من الحروب والفقر. عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى جزر الكناري هذا العام إلى 17 ألفاً، أي عشرة أمثال عددهم في العام الماضي، حسب معطيات المنظمة الدولية للهجرة.

وتشهد إسبانيا أكبر تدفق للمهاجرين إلى جزر الكناري منذ عام 2006، وخلال الشهر الأخير وصل هذا العدد إلى أكثر من 8 آلاف أفريقي، قدموا عن طريق البحر إلى الجزر، ما يساوي عدد القادمين منذ بداية العام حتى منتصف أكتوبر، وفقاً لوكالة سبوتنيك الروسية.

دمج وتضمين

وليست إدارة بايدن وحدها من يشغلها هذا الملف، ففي بروكسل أعربت المفوضية الأوروبية عن رغبتها في تحسين إمكانية الوصول إلى خدمات الإسكان والرعاية الصحية والتعليم وسوق العمل لـ 34 مليون مهاجر في الاتحاد الأوروبي من خلال استراتيجية دمج جديدة. 

نائب رئيس المفوضية مارجريتيس سكيناس قال أمس أثناء تقديمه للخطة المخصصة للفترة من 2021 حتى 2027 إن «الدمج والتضمين يمكن أن يساعدنا في مكافحة كراهية الأجانب والإقصاء والتطرف ومواجهة الآخر». 

ووفقا للذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، وُلد 8% من سكان الاتحاد الأوروبي خارج التكتل. ويتأثر هؤلاء، خاصة الشباب والنساء، بشكل غير متناسب بالبطالة أو المسائل المتعلقة بالحصول على الخدمات العامة. 

تفكيك مخيّم

وكانت الشرطة الفرنسية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفكيك مخيّم جديد للمهاجرين وسط باريس أقيم لإيواء مئات اللاجئين، الذين تم إجلاؤهم من مراكز إيواء مؤقتة في الضواحي دون توفير بديل، حسبما أفادت تقارير عديدة متطابقة. وساعد متطوعون في نصب نحو 500 خيمة زرقاء اللون في ساحة الجمهورية وسط باريس. 

لكن بعد نحو ساعة وصلت الشرطة لتفكيك المخيم وإزالة الخيام التي كان بداخلها أشخاص في بعض الحالات، وسط تظاهرات من المهاجرين وصيحات الاستهجان من المتطوعين. 

ويأتي تفكيك المخيم الجديد بعد أسبوع على إجلاء المهاجرين من مراكز إيواء مؤقتة في ضاحية سان دني شمال باريس دون نقلهم إلى مكان آخر.

Email