موسكو لا تقبل وجوداً تركياً في قره باغ

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أول من أمس، أن وجود جنود أتراك على خط التماس في إقليم ناغورني قره باغ، استفزازاً، كان على ما يبدو يرد على دعوة من باريس لموسكو برفع الغموض عن دور تركيا في اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى أخيراً برعاية روسية. ومن الواضح أن «هذا الغموض» سببه عدم رغبة موسكو في توسيع الهوة بينها وبين أنقرة، لكن ذلك لم يمنعها من وضع الدور التركي في حجمه.

في سياق التوضيح، قال بوتين إن الوضع النهائي لمنطقة قره باغ لم يحدد بعد، وأن هذه القضية لا تزال قائمة. وأكد أن وجود جنود أتراك على خط التماس في قره باغ استفزاز، مضيفاً، في رسالة مهمّة، أن الرئيس التركي رجب أردوغان «يعلم ذلك جيداً».

تركيا خارجاً

وكانت موسكو قالت هذا الأسبوع، إن قرار تركيا بإرسال قوات عسكرية لدعم أذربيجان في حربها ضد أرمينيا، يعد شأناً داخلياً لها، ما يعني رفض موسكو أي تجاوز تركي لحدود أذربيجان باتجاه ناغورني قره باغ. ووفقاً لوكالة «سبوتنيك» الروسية، أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، للصحافيين: «الحقيقة هي أنه سيكون هناك أيضاً مركز مراقبة على أراضي أذربيجان، ويجب إرسال عسكريين أتراك إلى هناك».

وفي توسّع توضيحي لتصريحات بيسكوف، كتب المحلل السياسي الروسي دميتري روديونوف، أنه لا يوجد الآن أساس لإرسال قوات «حفظ سلام» تركية إلى قره باغ. وقال مدير معهد الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، فلاديمير ليبيخين: «الأتراك، لن يشاركوا رسمياً في مهمة حفظ السلام، وفقاً للاتفاقية الموقعة بين روسيا وأذربيجان وأرمينيا. لكن أحداً لا يستطيع أن يمنعهم من الدخول إلى أذربيجان على أساس الاتفاقات مع باكو أو بمبادرة منهم».

تطبيع دائم

وإذ تطوي موسكو صفحة الجدل بشأن دور تركيا، يعتبر بوتين أن اتفاق السلام يسمح بإرساء أسس «تطبيع دائم» في ناغورني قره باغ حتى وإن لم يتم تسوية «مشكلة» وضع هذا الإقليم، وأنه «لمجرد وقف الأعمال القتالية والتوصل إلى اتفاق لفتح كل وسائل النقل وإعادة العلاقات الاقتصادية، فهذا أمر مهم جداً ويشكل قاعدة جيدة لتطبيع العلاقات على المدى البعيد».ووفقاً لبوتين فإن تركيا، الداعمة لباكو، ستشارك في عملية حفظ السلام عبر مركز مراقبة مشترك مع روسيا سيستخدم طائرات مسيّرة، لكن الجنود الأتراك لن ينتشروا في الإقليم.

إعادة إعمار

في مواجهة اضطرابات حاشدة بسبب موافقته على التنازل عن أراضٍ لأذربيجان المجاورة، وضع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان خطة لإعادة إعمار الإقليم المنكوب بالحرب، ما يشير إلى نهاية الحرب، أقلّه في هذه المرحلة. وقبل باشينيان تحمل المسؤولية عن «إخفاقات» أرمينيا في الصراع، قائلاً في بيان إنه «الشخص الأول» المسؤول. وأضاف إنه يتعين على أرمينيا إعادة إعمار المناطق التي دمّرتها الحرب، والعودة الآمنة للنازحين إلى ديارهم.

Email