السلطات الإثيوبية تتهم 17 عسكرياً بالخيانة والتواطؤ مع سلطات إقليم تيغراي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن الجيش الإثيوبي الأربعاء قصف مخازن أسلحة ومحروقات في منطقة تيغراي المتمردة حيث تشنّ الحكومة عملية عسكرية منذ أسابيع.

وتقود "جبهة تحرير شعب تيغراي" المنطقة وهي تتحدى الحكومة منذ عدة أشهر.

وشنت القوات الإثيوبية عدة ضربات جوية منذ أعلن رئيس الوزراء أبيي أحمد انطلاق العملية في 4 نوفمبر.

وقال أحمد إن العملية جاءت ردا على مهاجمة قاعدتين للجيش الإثيوبي في تيغراي من قبل الجبهة التي نفت الأمر.

وأعلن قائد جيش الجو الإثيوبي الجنرال يلما مرداسا الأربعاء عبر راديو وتلفزيون "فانا بي سي" التابعين للحكومة عن ضربات جوية جديدة استهدفت "مخازن أسلحة ومحروقات ومناطق أخرى كان المجلس العسكري لجبهة تحرير شعب تيغراي ينوي استعمالها".

بالتوازي أكد قائد قسم الشؤون المعنوية للجيش محمد تيسيما لوكالة الأنباء الرسمية أن بلدة الحمرة في تيغراي، الحدودية مع أريتريا، صارت "تحت السيطرة الكاملة" للجيش.

وأضاف أن "الجيش يعمل حاليا على استعادة مواقع في الطريق بين بلدة الحمرة وبلدة شيرارو" الواقعة جنوبها.

وصار من الصعب التثبت من صدقية هذه التصريحات عبر مصادر مستقلة بسبب قطع الاتصالات في تيغراي وفرض قيود على تنقلات الصحافيين.

- 11 ألف لاجئ -تمكنت وكالة فرانس برس من التواصل مع أحد سكان ماكيلي، وهي "عاصمة" تيغراي، أكد سماع دوي ضربات جوية وطلقات بطاريات دفاع جوي قرب المدينة السبت والأحد، لكنها توقفت منذ ذلك الحين.

وأضاف أن في ماكيلي "لا تعمل الاتصالات السلكية واللاسلكية وأقفلت البنوك والإدارات الفدرالية، لكن المؤسسات الإقليمية تعمل بشكل عادي".

وأوضح أن "المتاجر مفتوحة وأعيد فتح سوق المدينة والناس بصدد تخزين الغذاء"، وأشار إلى أن سيارات الأجرة تتجول بصعوبة بسبب نقص الوقود.

ودفعت المعارك أكثر من 11 ألف إثيوبي إلى اللجوء خلال الساعات الـ48 الأخيرة باتجاه شرق السودان الحدودي مع تيغراي، وفق ما أفاد وكالة فرانس برس مدير الوكالة السودانية للاجئين السر خالد في ولاية كسلا الحدودية.

وقال مصدر حكومي سوداني لوكالة السودان للأنباء "سونا" إن عدد اللاجئين الإثيوبيين في السودان يمكن أن يرتفع إلى 200 ألف.

ولدى استقباله الأربعاء وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح، شدد رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك على "أهمية الأمن الاقليمي والعمل على إيقاف النزاع بأسرع ما يمكن والعودة للتفاوض السلمي وتجنب الحروب"، وفق الوكالة السودانية.

ونقلت "فانا بي سي" عن الشرطة الإثيوبية الأربعاء توقيف 17 عسكريا بينهم جنرال يترأس قسم الاتصالات بتهمة "الخيانة" لصالح قوات تيغراي.

تدمير الجيش من الداخل

المسؤول العسكري الكبير السابق الجنرال باشا ديبيلي الذي استدعي مع بداية العملية في تيغراي، نسب الأربعاء الهجومين إلى "أعضاء يتحدرون من تيغراي كلفتهم جبهة تحرير شعب تيغراي بمهمة تدمير الجيش من الداخل".

وأضاف الجنرال ديبيلي لدى زيارته قواعد لقيادة الشمال في تيغراي أن "كل الاتصالات مع القيادة المركزية قُطعت كان ذلك عملية تخريب داخلية"، وشدد على عدم انشقاق أي وحدة عسكرية للالتحاق بـ"جبهة تحرير شعب تيغراي" عكس ما أكدت هذه الأخيرة.

وتحدث المسؤول العسكري عن وقوع خسائر في صفوف المعسكرين المتنازعين، دون أن يقدم تفاصيل حولها.

وكانت "جبهة تحرير شعب تيغراي" تتمتع بسلطة كبيرة خلال نحو ثلاثة عقود قادت خلالها المؤسسات السياسية والعسكرية في إثيوبيا، وهي تتهم أبي باستبعادها تدريجيا من السلطة منذ صار رئيسا للوزراء عام 2018. ونظمت الجبهة انتخابات إقليمية في سبتمبر اعتبرتها أديس أبابا غير شرعية.

وكان أبيي أحمد الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2019، أكد الثلاثاء أن العمليات العسكرية في تيغراي على وشك الانتهاء وأنها تهدف أساسا إلى نزع سلاح السلطات الإقليمية وتنصيب "سلطة شرعية في المنطقة".

ودعت بلدية أديس أبابا إلى تنظيم ثلاثة أيام من "التظاهرات السلمية" اعتبارا من الخميس دعما للجيش الإثيوبي ترافقها حملة تبرع بالدم والمال.

كلمات دالة:
  • السلطات الإثيوبية،
  • إقليم تيغراي،
  • قصف،
  • الخيانة،
  • التواطؤ
Email