نصف انتصار لأذربيجان ونصف هزيمة لأرمينيا

بوتين ينهي حرب قره باغ

ت + ت - الحجم الطبيعي

فرضت روسيا كلمتها على ملف الحرب في إقليم ناغورني قره باغ، المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان، وذلك بعد ستة أسابيع من القتال المستمر الذي أودى بحياة المئات وشرد عشرات الآلاف، وكاد يفتح ثغرة في خاصرة روسيا القوقازية مع تدفق مقاتلين مرتزقة أرسلتهم تركيا للمشاركة في القتال ضد الأرمن.

وجاء الاتفاق بعد محاولتين فاشلتين لوقف إطلاق النار، بعد مساعٍ من موسكو وواشنطن.ويشكل التوقيت العامل الأبرز في الهدنة الحالية التي تدخل فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شخصياً، لفرضها على الحكومتين الأرمنية والأذرية. فمع فوز جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية، من المتوقع أن تعود السياسة الأمريكية للاندفاع باتجاه المناطق الحيوية للنفوذ الروسي، وهذا يقتضي التقليل من الأزمات المشتعلة في جوار موسكو، وأخطرها الحرب في جنوب القوقاز. وجاءت الهدنة بينما كل طرف ما زال غير مقتنع بما لديه. فالطرف الأرمني يحاول جاهداً استجرار روسيا للصراع وانتزاع الأراضي التي فقدها، والطرف الأذربيجاني يريد استعادة كامل الإقليم وليس فقط الجزء الذي بات يسيطر عليها حالياً بعد المعارك الأخيرة. وبذلك، وضعت روسيا حداً لهزيمة الأرمن، وبتثبيتها على نصف هزيمة، فقدت بموجبها حوالي نصف مساحة قره باغ، بما في ذلك مدينة شوشا التاريخية. كذلك توقفت أذربيجان عن مساعي التقدم إلى عاصمة قره باغ، لتكتفي بما لديها، وتنهي المعركة التي حققت بموجبها «نصف انتصار».

وبدأت روسيا نشر نحو ألفي جندي لحفظ السلام في مناطق التماس الحالية. وكتب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان: «إنه فشل كبير بالنسبة لنا، كارثة كبيرة»، لكنه قال إن الجيش الأرمني ضغط عليه للتوقيع على الاتفاق. من جهة أخرى، أعلن الرئيس الأذربيجاني «استسلام» أرمينيا. وعلى أرمينيا التخلي عن محافظات أخرى هي كلبجار بحلول 15 من الشهر الجاري، وأغدام في موعد أقصاه 20 من الشهر نفسه، ولاتشين حتى الأول من ديسمبر.وقال زعيم إقليم ناغورني قره باغ أرايك هاروتيونيان: «لو تواصلت المعارك، لكنا خسرنا كل شيء في غضون أيام».

Email