خبراء أوروبيون لـ«البيان»: فرنسا تشهر سيف المواجهة مع تركيا

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تتصاعد حدة التوتر بين باريس وأنقرة، على المستوى السياسي والشعبي داخل فرنسا، حيث خصصت وسائل إعلام فرنسية مساحات مهمة لمناقشة مستقبل العلاقات التركية الفرنسية، والتركية الأوروبية، ومستقبل شرق المتوسط، والنقطة الأهم التي اهتم بها قطاع كبير من الفرنسيين على مواقع التواصل الاجتماعي هي تحجيم ما وصفوه بـ«عدوانية» تركيا، والصورة المضللة التي يرسمها «أردوغان» عن نفسه كقائد للعالم الإسلامي، في الوقت الذي ساهم في قتل آلاف المسلمين في العراق وسوريا وليبيا.

توتر

وقال نيكولا ديدييه، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بمعهد الدراسات السياسية بباريس، وعضو لجنة الشؤون الخارجية بحزب «الجمهوريون» الفرنسي لـ«البيان»، إن العلاقات الفرنسية التركية وصلت لمرحلة غير مسبوقة، بعد استدعاء باريس لسفيرها في أنقرة للتشاور، وهي خطوة تسبق إجراءات أخرى بالتأكيد، لا سيما أن أنقرة ردت بهجوم إضافي يكشف الإصرار على العدوانية و«البلطجة» ضد باريس، حيث هاجم أردوغان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من جديد والأمر نفسه كرره وزير الخارجية التركي، وهو أمر رفضته فرنسا في بيان رسمي، ولن يقف الأمر عند هذا الحد، لا سيما أن باريس تعمل بجد لمحاصرة «الجماعات المتطرفة المدعومة من أنقرة» داخل المجتمع الفرنسي، وهذا السبب الحقيقي لموقف أنقرة، إلى جانب قيادة باريس للجبهة الداعية لفرض عقوبات على تركيا داخل الاتحاد الأوروبي بجانب اليونان وقبرص.

زعيم وهمي

وأضاف، بيتر غوتزة، أستاذ السياسة والعلاقات الدولية بجامعة «هومبولدت» ببرلين، أن الرأي العام الأوروبي مستاء من خطابات الكراهية التي يطلقها أردوغان ومسؤولون أتراك، في وقت تمر فيه أوروبا بأزمات عديدة، مخاطباً الجاليات الإسلامية لإثارة الفتن الداخلية، وهي ورقة يلعب بها أردوغان منذ سنوات، بعد أن مهد لها ومول جماعات متطرفة داخل أوروبا، ومع تضييق الخناق على هذه الجماعات مؤخرا الممولة من تركيا ، بدأ أردوغان حملته التصعيدية ضد فرنسا ودول أوروبا، باسم الإسلام والمسلمين، في حين يعلم الشارع الأوروبي أن أردوغان قتل مئات الآلاف من المسلمين في العراق وسوريا وليبيا

عقوبات

وتختتم، فاندرميرش دي هيرت، رئيسة قسم السياسة بجامعة «بروكسيل» ببلجيكا، بالتأكيد أن أردوغان يعلم يقيناً أن القمة الأوروبية المقبلة ستفرض عليه عقوبات اقتصادية لا مفر منها، لهذا استغل حوادث وتصريحات لمسؤولين فرنسيين لتضليل الرأي العام التركي والإسلامي، وتحويل قضية الانتهاكات التركية في شرق المتوسط، والعدوان على المياه الإقليمية والاقتصادية لليونان وقبرص، وانتهاك القانون الدولي بتهريب المرتزقة والسلام إلى ليبيا، وتحويل القضية لمعركة وهمية تظهره المدافع عن الإسلام، لأن مثل هذه المعارك تؤثر بشكل كبير داخل المجتمع التركي، وهو ما يحتاجه أردوغان، للهروب من مسؤولية انهيار الاقتصاد بسبب سياساته العدوانية.

Email