الجاليات المسلمة في أوروبا..تحدّيات فرضتها أحداث فرنسا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعزّز الأحداث الإرهابية التي شهدتها فرنسا، برأي كثيرين، «الإسلاموفوبيا» في الغرب، على وقع التداعيات التي أفرزتها الأحداث، ما يطرح أسئلة حول مدى التأثير على الجاليات المسلمة في أوروبا، والتي بات يُنظر إليها البعض بنوع من الريبة والشك، بما جعلها في موقف دفاعي أحياناً لدحض تهم التطرف وإيصال الصورة الصحيحة عن الإسلام، وشرح أنّ المواقف المتطرّفة التي تصدر عن المغلاة لا تمثّل جوهر الدين.

وتوقّع مراقبون، أن تواجه الجاليات المسلمة في أوروبا التضييق، وارتفاع نبرة العداء في ظل ما شهدته الأيام الماضية من أحداث، فيما يرى آخرون، أنّ الجاليات المسلمة في القارة الأوروبية، ترتبط بعلاقات قديمة وقوية مع المجتمعات الأوروبية، وتمتلك الأرضية والثقافة التي تؤهلها لتكون رقماً فاعلاً بتوضيح الصورة الحقيقية، ودحض الاتهامات التي تواجه العرب والمسلمين في أوروبا.

ويرى الخبير في شؤون الحركات المتطرّفة والإرهاب الدولي، منير أديب، أنّ تداعيات الأحداث ستنعكس على العرب والمسلمين وتضعهم في حالة دفاع دائم عن النفس، فيما ستكون الجاليات المسلمة في أوروبا محل رقابة دائمة حتى يثبت العكس. وتوقّع أديب، أنّ تواجه هذه الجاليات تضييقاً يمتد من الأشخاص إلى المؤسسات والهيئات. ولفت أديب، إلى أنّ العرب والمسلمين يعيشون أزمة في الوقت الراهن بسبّب الخطاب الذي يتبناه المتطرّفون والذي أسفر عن الهجمات التي شهدتها فرنسا، ما وضع العرب والمسلمين في موقف لا يحسدون عليه وفي موقف دفاع دائم عن النفس، على حد قوله.

بدورها، تشير أستاذ العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر، د. آمنة نصير، إلى ما حدث يمثّل فتنة، بدءاً من الرسوم المسيئة لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وردود الفعل غير الحكيمة، الأمر الذي أسفر عن محنة حقيقية تعيشها الجاليات المسلمة في الغرب. وأوضحت نصير، أنّ ردود الفعل غير الحكيمة على أي تطاول تكون بشرح ونشر سيرة النبي العطرة وسلوكه مع من يختلف معه في الدين والعقيدة، مشدّدة على ضرورة أن تكون هناك وقفة من المؤسسات الدينية في المجتمع العربي والإسلامي، بتوحيد الكلمة بين المسلمين في مؤتمر وخطاب شامل للغرب، وتقديم ما يعبّر عن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.

Email