أمريكا.. الفقر ينخر عظام الطبقة الوسطى

ت + ت - الحجم الطبيعي

على غرار الكثيرين من أبناء الطبقة الوسطى، الذين يُدفعون إلى الفقر، قرر كيث «52 عاماً»، التوجه إلى جمعية خيرية للحصول على سلة غذاء، يتم توزيعها في مرآب مقر الجمعية في بيثيسدا، الضاحية الراقية في واشنطن. ويعمل كيث مستشاراً لإدارة الأملاك، ويقيم في شمال المدينة، لم يفقد وظيفته، إلّا أنّ فيروس «كورونا»، أدى لتراجع الطلب على خدماته المالية، ما أدى إلى انخفاض عائداته بشكل كبير.

وقال كيث، الذي طلب عدم كشف هويته كاملة: «إنها المرة الثانية التي آتي فيها إلى هذا المكان، لن أعود إلا إذا كنت أحتاج إلى ذلك فعلاً».

وقالت آن ديرس من كنيسة سانت جون نوروود الأسقفية، التي تعد من شركاء بنك الأغذية «نوريش ناو»: «حتى قبل الوباء، كانت هذه المنطقة المزدهرة، تضم 65 ألف شخص يفتقدون إلى الأمن الغذائي، وارتفع هذا العدد بسرعة إلى 95 ألف شخص، كنا نعتقد أن العدد يبلغ بين مئة و150 عائلة، لكن بين مئتين و250، وفي بعض الأحيان عدد أكبر، تأتي إلينا».

ويواجه المتطوعون نقصاً في الأغذية التي يجب توزيعها خلال ساعة واحدة فقط. وأوضح المسؤول في الكنيسة، جون روس، أن العملية بدأت في 14 أغسطس، وستستمر حتى فبراير، مؤكداً ضرورة البحث عن حلول دائمة. وتضم هذه المنطقة جيوب فقر، والفروق بين الرواتب كانت كبيرة، لكن الوباء أثّر في عائلات ما كانت تتوقع يوماً أن ينقصها المال لشراء الطعام.

وأكدت جوي، التي فضلت عدم كشف اسم عائلتها: «إنها المرة الأولى التي آتي فيها لطلب غذاء». وكان تم تسريح السيدة الأربعينية في أبريل من دار للمسنين، وقد أنفقت كل ما اقتصدته، ولم تعد تملك شيئاً.

إلى ذلك، تقول رئيسة بنك الغذاء «كابيتال إيريا»، رادا موثيا: «كثيرون من الذين يتصلون بنا، يقولون إنهم لم يضطروا يوماً لطلب طعام، لأنه كان لديهم راتب منتظم، أو أحد أفراد العائلة كان لديه راتب».

وتوزع الجمعية أكثر من ثلاثين مليون وجبة غذائية كل عام في واشنطن، وضاحيتها القريبة من ولايتي ميريلاند وفرجينيا. وارتفع عدد الأشخاص الذين يأتون لتناول وجبة طعام بشكل كبير، خلال الأشهر الثمانية الماضية. وسجلت أغنى مقاطعتين، مونغوميري وفيرفاكس بولاية فرجينيا، أكبر ارتفاع في معدلات انعدام الأمن الغذائي، منذ بداية الوباء.

وكشفت دراسة حديثة من جامعة كولومبيا، عن أنّ الوباء دفع ثمانية ملايين شخص إضافيين، إلى الفقر في الولايات المتحدة، منذ مايو الماضي. وأوضح زاكاري بارولين، الذي قاد الدراسة، أن المساعدة السخية التي قدمتها الدولة في أبريل ومايو، 600 دولار إعانة البطالة الأسبوعية، وشيك للأسر الأكثر هشاشة، قللت من الفقر، مشيراً إلى أنّ معدّلات الفقر في أغسطس وسبتمبر، أعلى مما كانت عليه قبل اندلاع الأزمة.

Email