ترامب وبلدة أجداده.. فتور الحماس واتساع الهوّة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في بلدة ألمانية يتحدر منها أجداد دونالد ترامب، أعلن رئيس البلدية قبل أربع سنوات، نيته وضع لوحة تذكارية تكريماً للرئيس الأمريكي في حال حقق شيئاً عظيماً، إلا أن هذه الخطوة باتت مستبعدة الآن مع اقتراب نهاية ولايته. تقع البلدة بين كروم العنب في غرب ألمانيا ونشأ فيها جدا ترامب لوالده فريدريش وإليزابيت في نهاية القرن التاسع عشر قبل أن يهاجرا إلى الولايات المتحدة، فيما لا يزال منزلهما الأبيض العادي موجوداً في البلدة الهانئة البالغ عدد سكانها 1200 شخص. وقال رئيس البلدية توماش جافوريك: «كانت علاقة صداقة تربط بلدينا وأصدقاؤنا الشخصيون سيبقون كذلك، لكن عندما نرى المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ودونالد ترامب، جالسين جنباً إلى جنب ينتابنا شعور بأن هوة تفصل الآن بين عالمينا». وينبغي الانتقال إلى مدينة فرانشايم المجاورة لرؤية اسم ترامب مرفوعاً بفخر.

وتتشارك أورسولا ترامب «73 عاماً» مع الرئيس الأمريكي الميل نفسه نحو التسويق والترويج للنفس، إذ باشرت بعد انتخابات العام 2016 ببيع حلويات في مخبزها تحمل العلم الأمريكي وشعارات صغيرة ترمز إلى ترامب. وتقول مستذكرة: «كان الناس يأتون من أماكن بعيدة للحصول على حلويات ترامب، كان الأمر لا يصدق». واستمر الأمر على هذا النحو إلى أن قرر السكان المحليون مقاطعة متجرها.

وقالت: «سألوني لماذا تروّجين لترامب؟ فقلت لهم أنا لا أروّج له أنا أحمل اسمه فلم لا أستفيد؟». وتقر بأنها لا تفقه شيئاً بشأن سياسته. وتأسف أورسولا لقرار ترامب خفض عديد القوات الأمريكية في ألمانيا بـ9500 عسكري ليصل إلى 25 ألفاً، مضيفة: «الصداقة الأمريكية الألمانية بنيت عبر السنوات، لأنّ الأمريكيين كانوا هنا وأظن أن هذا القرار قد يحطمها».

وفي هذه المنطقة الواقعة في راينلاد بلاتينات التي يحمل فيها أشخاص عدة اسم عائلة الرئيس الأمريكي، حاول سفين ترامب لفت انتباه رجل الأعمال السابق الملياردير، بتأكيده أنه قريب لسيد البيت الأبيض، ودعاه إلى الالتزام مكافحة الاحترار المناخي.

وصوّر سفين نفسه العام الماضي أمام منزل جد ترامب، يرتدي قبعة حمراء على غرار قبعة مؤيدي ترامب تحمل شعار «الحفاظ على عظمة العالم»، وهو تحوير لشعار ترامب الشهير «الحفاظ على عظمة أمريكا»، سعيا منه للفت انتباهه الرئيس، فبادره بالقول: «دونالد، التغير المناخي واقع وتؤثر انعكاساته على الولايات المتحدة وعليك أنت أيضاً!». ولم يزر ترامب كاشتات ولم يتوقف في ألمانيا سوى بشكل عابر خلال ولايته، إلّا أنّه وعد العام الماضي بزيارة بلد أجداده قائلاً:«الألماني في دمي وسآتي» لزيارة البلد. ويقول يورغ لاينفيبر، الذي يدير فندقا يقع قرب منزل ترامب العائلي، إنّ مجموعات لا تزال تتوقف أمام المنزل لالتقاط الصور، إلا أنّ العدد كان أكبر بكثير قبل ثلاث سنوات.

Email