تقرير البيان

سوار البؤر الساخنة يلتف حول روسيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

مرة أخرى، تؤكد قرغيزستان أسبقيتها في سياسة تغيير النخب الحاكمة مباشرة بعد كل انتخابات برلمانية تجرى فيها، وتؤدي عادة إلى وصول الأحزاب القريبة من السلطة إلى البرلمان، وتثير في المقابل استياء عنيفاً من المعارضة، التي لم يسمح لها بالمشاركة في «تقاسم الكعكة».

فلم تمر أيام قليلة على بدء الاحتجاجات ضد نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والتي أدت إلى مقتل شخص، وإصابة نحو 700 بجروح، حتى أصاب الشلل كافة مؤسسات السلطة، بعد تمكن المتظاهرين من السيطرة على عدد من أهم مراكز الدولة، على رأسها مقرات الرئيس والحكومة والبرلمان، قبل أن تعلن لجنة الانتخابات المركزية في البلاد، عن إبطال نتائج الانتخابات البرلمانية، وبدء عدد من النواب إجراءات عزل الرئيس سورونباي جينبيكوف.

سوار أزمات

وتثير الأحداث في قرغيزستان، والواقعة في آسيا الوسطى، وفي غيرها من الجمهوريات السوفييتية السابقة، تساؤلات حول ارتداداتها على روسيا. فالأوضاع في أوكرانيا وبيلاروسيا، إلى الحرب في ناغورني قره باغ بين أرمينيا وأذربيجان، فأحداث قرغيزستان، فضلاً عن الانتخابات الرئاسية خلال أيام معدودة في طاجيكستان، سلسلة تطورات يجمع مراقبون على أنها لن تكون «بريئة»، لجهة حيويتها وانعكاساتها الخطيرة على الأمن القومي والمصالح الروسية.

ويؤكد المحلل السياسي، مدير وكالة «NPR Group»، دميتري فيتيسوف، أن الأزمات السياسية في بيلاروسيا وقرغيزستان، وتفاقم النزاع في كاراباخ، والمشكلة الأوكرانية، تشير إلى خطر ظهور «قوس من عدم الاستقرار في فضاء ما بعد الاتحاد السوفييتي».

مضيفاً أنه إذا اشتعلت النيران في طاجيكستان في أكتوبر الجاري، فسيصبح بالإمكان حينها الحديث بثقة عن خطة قوية، لخلق بؤر توتر بالقرب من روسيا، يقف خلفها لاعب خارجي قوي.

قبل فوات الأوان

ويلفت الخبير الروسي، إلى أن موسكو أصبحت بحاجة الآن إلى إعادة ترتيب علاقاتها مع عدد من الجمهوريات السوفييتية السابقة. ويوضح أن أذربيجان تسببت في تفاقم الأوضاع في قره باغ، في لحظة غير مناسبة للغاية بالنسبة للكرملين.

كما أن علاقات موسكو كانت متوترة مع جورجيا في السنوات الأخيرة، وفي العام الماضي، تدهورت بشكل حاد. ومع اشتعال الحرب في قره باغ، وتواصل أعمال الشغب في قرغيزستان، فإن مناطق المصالح الحيوية لروسيا، أصبحت أمام تحدٍ حقيقي.

كما يحذر من بروز نقطتين ساخنتين أخريين في فضاء ما بعد الاتحاد السوفييتي هذا الخريف، وهما مولدافيا وطاجيكستان، بسبب الانتخابات الرئاسية فيهما، خلال الشهرين المقبلين، مشيراً إلى أن الحديث لا يدور عن مجرد دول جارة لروسيا، بل ترتبط معها بشراكات استراتيجية، ما يتطلب تحركاً سريعاً لوقف التوترات، قبل اشتداد طوق الأزمات في محيط الحدود الروسية.

 

Email