تقارير «البيان»

مناظرة بنس وهاريس خريطة طريق «موقعة ميامي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد أولى مناظرات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ومنافسه الديمقراطي، جو بايدن، والتي وصفت بأنها من الأسوأ لما تضمنت من تبادل للاتهامات والإهانات، يأمل الكثيرون في أن تصلح مناظرة مايك بنس، نائب ترامب، ومنافسته السيناتور كامالا هاريس، ما أفسدته المعركة الأولى بين ترامب وبايدن.

تكتسب المناظرة التي تشهدها مدينة سولت ليك سيتي بولاية يوتا دلائل وأهمية خاصة باعتبارها الأولى والوحيدة بين بنس وهاريس، فيما تمثّل أيضاً خارطة طريق للمناظرة الثانية بين ترامب وبايدن والمتوقع إجراؤها 15 أكتوبر الجاري في ميامي.

ويشير محمد الليثي، المدير التنفيذي المؤسس لمعهد السياسات بجامعة جورج تاون الأمريكية إلى أنه وعلى الرغم من أن الناخبين تقليدياً لا يغيرون مواقفهم الانتخابية حول مرشحهم للرئاسة بناء على مناظرة المرشحين لمنصب نائب الرئيس، إلّا أن طبيعة الحملات الانتخابية حالياً، غيرت هذا التوجه وأضفت أهمية خاصة على هذه المناظرة.

وأضاف الليثي، وهو ديمقراطي وكان متحدثاً بارزاً باسم حملة هيلاري كلينتون الرئاسية ثمّ مديراً للاتصالات في اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، أنه وقبل أربع سنوات كان أداء بنس قوياً في مواجهة السيناتور تيم كين الذي كان مرشحاً كنائب لهيلاري.

مشيراً إلى أن بنس يحتاج أداء مماثلاً بعد الانتقادات التي وجهت لترامب بسبب أدائه في المناظرة الأولى ضد بايدن، وبعد أن أظهرت أحدث استطلاعات الرأي في الولايات الرئيسة تزايد شعبية بايدن وهاريس في مقابل ترامب وبنس.

تصدّر جائحة

ولعل من بين أهم القضايا المتوقع إثارتها في مناظرة بنس وهاريس، جائحة كورونا المرشّحة للاستمرار في السيطرة على مجريات الأحداث، إذ من المتوقع أن تركز هاريس جل اهتمامها على سلبيات موقف الإدارة الأمريكية من كورونا، لاسيّما بعد إصابة ترامب بها وزوجته وعدد من أبرز مساعديه، فيما سيسعى بنس لجذب المناظرة إلى قضايا أخرى بعيداً عن الجائحة.

ويرى مراقبون أن الأمر بالنسبة لهاريس ليس مجرد سجال بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس، بل يأتي من دور بنس الكبير في استجابة الإدارة الأمريكية لكورونا باعتباره رئيس لجنة الطوارئ في البيت الأبيض المعنية بالأزمة، ومن ثمّ فإن هاريس ستستغل كل فرصة ممكنة لإطلاق سهام انتقاداتها لبنس في كل قرار اتخذ لمواجهة الجائحة.

ويشير المراقبون إلى أن هذه هي فرصة هاريس لاستعراض قدراتها في قضية الهجوم على الجمهوريين في تعاملهم مع أزمة كورونا.

خارطة طريق

بدوره، يقول كولين ريد الخبير الاستراتيجي الجمهوري، إن هاريس تسعى لوضع «خريطة طريق» لبايدن استعداداً لمناظرته المقبلة مع ترامب 15 أكتوبر الجاري في ميامي. وتوقّع أن يكرّر بنس ما أعلنه ترامب من أنه أقام أعظم اقتصاد شهدته الولايات المتحدة حتى أضرت به جائحة كورونا، وأنه الوحيد القادر على إعادة بناء الاقتصاد.

مشيراً إلى أن ترامب ينتظر من بنس التشديد على ذلك وتفنيد مقترحات الديمقراطيين في التعاطي مع الاقتصاد. ويرى كولين ريد أن الفرصة لا تزال مواتية أمام بنس لانتقاد ضعف رؤية الديمقراطيين للاقتصاد، لاسيّما اليساريين منهم.

 

Email