التدخلات التركية ترفع سقف الأزمات وتزيدها اشتعالاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما فتئت تركيا، برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان، تواصل تدخلاتها المثيرة للتوترات على المستويين الإقليمي والدولي، مُستخدمة ورقة «المرتزقة»، لدعم تلك التدخلات التي تزيد الموقف التركي في المنطقة تعقيداً، وتزيد من تشويه صورة أنقرة، كقوة معتدية، ترفع سقف الأزمات وتزيدها اشتعالاً.

هذا ما يتكرر الآن في الأزمة بين أرمينيا وأذربيجان، والتي تدخلت فيها تركيا، انطلاقاً من مصالح اقتصادية وسياسية، تربط البلدين، ومساعٍ تركية لتوظيف الأزمة في صراعات أنقرة الإقليمية والدولية.

التدخل التركي في الأزمة، يزيدها تعقيداً واضطراباً، كما يؤدي لتفاقم الرفض الدولي للممارسات التركية المتهورة والعدائية في المنطقة، خاصة في ظل سقوط قتلى مدنيين في الصراع.

وطبقاً للباحث المتخصص في الشأن التركي، كرم سعيد، فإن ثمة العديد من الأسباب التي دفعت تركيا إلى التدخل، بداية من العلاقات التاريخية بين البلدين، مروراً بالمصالح الاقتصادية (لا سيما الطاقة)، فضلاً عن حالة العداء بين أرمينيا وتركيا، بسبب المذابح ضد الأرمن أيام الدولة العثمانية، وحتى الأهداف السياسية التي تسعى تركيا لتحقيقها من خلال تدخلها، أولها محاولة منع توظيف أرمينيا من أي من قوى الصراع في شرق المتوسط، وكذا محاولة تركيا لتوظيف أذربيجان، قد تستخدمها في الضغط على روسيا للحصول على تنازلات، في ما يتعلق بالملفين الليبي والسوري.

وعن تداعيات التدخل التركي على خط الأزمة، قال سعيد في تصريحات لـ «البيان»، إن لهذا التدخل عدداً من التداعيات، سواء على مسار الصراع ذاته أو على تركيا، فالتدخل يسهم في زيادة تشويه صورة تركيا إقليمياً ودولياً، ويدعم ذلك الرفض الدولي الواسع للتدخل التركي، والموقف الثلاثي (الروسي الأمريكي الفرنسي)، الرافض للتدخل التركي بإرسال مقاتلين ومرتزقة.

وأضاف أن هذا التدخل، سيؤدي أيضاً إلى تعقيد التحالفات التركية في المنطقة، ما يفتح الباب أمام إضافة جديدة لحالة التوتر بين موسكو وأنقرة.

أما عن تداعيات التدخل التركي على الصراع ذاته، قال الباحث المتخصص في الشأن التركي، في معرض تصريحاته لـ «البيان»: «أتصور أن دخول تركيا سوف يزيد من وطأة هذا الصراع، خاصة أن دعمها لأذربيجان، قالت عنه أنقرة إنه دعم بلا حدود، ولا يقتصر على تقديم معدات وأسلحة، لكن أيضاً من خلال المقاتلين والمستشارين العسكريين.. يسهم ذلك في إطالة أمد الصراع، وهو ما ظهر من خلال زيادة سقوط عديد من القتلى المدنيين في الأيام الأخيرة».

وذكر تقرير صادر، اليوم السبت، عن مؤسسة «ماعت الحقوقية»، بالقاهرة، أن التدخل التركي الإيراني في الأزمة بين أرمينيا وأذربيجان، من شأنه «تأجيج النزاع الداخلي ومفاقمة من الأزمة الإنسانية».

وقال رئيس مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، أيمن عقيل، إن «تركيا تستغل الشعب السوري للقتال، من أجل تحقيق أهدافها السياسية، وهذا ما يستدعي اتخاذ مواقف جادة من قبل المجتمع الدولي، لردع التدخلات التركية في سوريا وليبيا وأذربيجان». ونددت المؤسسة بالأفعال التركية التي تستمر في ممارستها في مناطق مختلفة، بخلاف منطقة النزاع بين أرمينيا وأذربيجان، مطالبة المجتمع الدولي والجهات الأممية المعنية، والمقرر الخاص المعني باستخدام المرتزقة، بالتحقيق في استخدام ونقل تركيا لحوالي 4000 شخص من سوريا، واستخدامهم للقتال مع الجيش الأذري ضد أرمينيا.

Email