خلافات «الحزبين» تهيمن على «المواجهة الرئاسية»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تختلف المناظرة التي جرت الليلة قبل الماضية بين المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الأمريكية، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كلياً عن المناظرة السابقة التي جرت قبل أربع سنوات بين المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وترامب، لجهة المعطيات السياسية وطريقة ردود كل مرشح على الآخر، وحتى الأوضاع الداخلية الأمريكية والظروف الدولية.كما أن حجم الخلافات بين الحزبين تراكم طوال السنوات الثلاث الأخيرة، إذ لم يتوقف الحزب الديمقراطي عن محاولات إسقاط وعزل ترامب، بينما ظلت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب تتصيد هفوات الرئيس الأمريكي، وحاولت عرقلة كثير من قراراته، لذا ظهرت هذه المناظرة بالأمس ساخنة وسيطر عليها الهجوم بين الطرفين، فيما غابت إلى حد كبير الاهتمامات الدولية بين المرشحين، على اعتبار تغير الأجندة الأمريكية.

معطيات أمريكية

في مناظرة المحاور الستة التي أدارها المذيع الأمريكي الشهير كريس والاس، هيمنت المعطيات الأمريكية المحلية على المناظرة بين الطرفين، فيما كانت أزمة «كورونا» الحاضر الأول في هذه المناظرة، وتدعيم القطاع الصحي الذي بدا المرشحان مختلفين حوله تماماً، خصوصاً حول قانون «أوباما كير» للرعاية الصحية.

الوضع الداخلي الأمريكي الذي كان حديث المرشحين، كان متوقعاً من خبراء السياسة الأمريكية، حيث قال الدبلوماسي الأمريكي السابق نيكولاس بيرنز إن الأهم في جائحة «كوفيد 19» هو أن تتمكن الحكومة الفيدرالية من اتخاذ إجراءات فعالة للحد من الأزمة، وبالفعل كانت الاتهامات في مناظرة أول من أمس قوية حول مسؤولية مواجهة الفيروس، ففي هجوم لاذع لترامب رد على بايدن الذي اتهمه بالمسؤولية عن مقتل 200 ألف أمريكي، «لو كنت أنت رئيساً لمات مليونا مواطن أمريكي».

أما الشتائم بين الطرفين فكان لها الصوت الأعلى في هذه المناظرة، حيث استخدم الطرفان كلمة كذب أكثر من 10 مرات طوال 90 دقيقة، وبينما اتهم ترامب بايدن أن ابنه حصل على رشوة من روسيا بقيمة 3 ملايين دولار، ردد بايدن كلمة كذب في أكثر من سياق، فيما تدخل المذيع ليكرر السؤال على بايدن الذي نفى هذه الأنباء ووصفها بـ«المشوهة».

بايدن أيضاً اتهم ترامب بالشعبوية ومعاداة السود، وحمله مسؤولية منع دخول بعض الجنسيات إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لكن ترامب دافع عن نفسه بالقول إنني أحمي الولايات المتحدة، مؤكداً أنه قدم لبلاده عشرة أضعاف ما قدمته إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

طريقة التصويت

واشتدت المناظرة بين الطرفين في نهاية التسعين دقيقة، حيث فجرت مشكلة طريقة التصويت عبر البريد أو عبر الحضور الشخصي الجدل بين الطرفين، إذ صارح ترامب الجمهور أنه لن يقبل نتائج الانتخابات إذا كان هناك تزوير في البطاقات الانتخابية، الأمر الذي أعاد السؤال الأول لترامب هل تقبل بتسليم السلطة سلمياً في حال خسرت الانتخابات.

Email