تركيا تتمادى في الاستفزاز واليونان تتحصّن دفاعياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستمر تركيا في استفزازاتها للأوروبيين وإشعال الصراع في منطقة شرق المتوسط، حيث بدأت أمس مناورة بحرية بالذخيرة الحية قبالة سواحل قبرص، على الرغم من التحذيرات الأوروبية بفرض عقوبات عليها، فيما بدأت اليونان بتعزيز طاقتها الدفاعية لردع أي تحرك تركي.

يأتي الإعلان التركي عقب تحذيرات زعماء دول جنوب أوروبا، الخميس الماضي، من أنهم مستعدون لدعم عقوبات للاتحاد الأوروبي ضد تركيا إذا تهربت أنقرة من الحوار، وستتم مناقشة هذا الموضوع مجدداً في قمة الاتحاد الأوروبي يومَي 24 و25 سبتمبر الجاري. وتصاعد الخلاف بين تركيا واليونان حين أرسلت تركيا سفينة «عروج ريس» لاستكشاف الغاز الطبيعي في المتوسط.

تطوير الدفاع

في الأثناء، أكدت مصادر أن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس سيعلن عن برنامج لتعزيز القدرات الدفاعية لليونان، وسط تصاعد التوترات مع تركيا المجاورة بشأن حقوق التنقيب في شرق البحر المتوسط. والخطة تشمل مشتريات عسكرية وتعزيز الأفراد العسكريين وتطوير صناعة الدفاع المحلية في البلاد.

ووصف أكاديميون وخبراء أوروبيون التصعيد التركي بـ«الاستفزاز الممنهج» المبني على إطلاق الأكاذيب بشأن الصراع شرق المتوسط، للتغطية على مطامع أردوغان في ثروات دول المنطقة، ولي ذراع التكتل الأوروبي والمجتمع الدولي وابتزازه لتعويض الانهيار الاقتصادي المتسارع.

توتر واستفزاز

ويقول إيدي باغني، رئيس قسم العلاقات الدولية بمعهد باريس للدراسات السياسية لـ«البيان»، إنّ تصريحات المسؤولين الأتراك ، بل حتى وسائل الإعلام الموالية له، تمارس سياسة عدوانية واضحة بهدف خلق حالة من التوتّر والاستفزاز تدعمها التصرفات العدوانية في شرق المتوسط، والتنقيب غير مشروع عن الغاز في المنطقة . ويشير باغني إلى أنّ أنقرة في المقابل تزعم أمام العالم وفق تصريحات وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، رفض اليونان وفرنسا وقبرص، التفاوض لإنهاء النزاعات عن طريق الحوار، مضيفاً: «هذا أمر عارٍ من الصحة تماماً، فاليونان وقبرص أعلنتا بشكل واضح من داخل الاتحاد الأوروبي، أنّ الحوار مشروط بوقف الانتهاكات التركية في المنطقة، قبل بدء أي حوار، وهذا أمر منطقي وقانوني، أكد عليه الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو الأمر الذي لم تلتزم به أنقرة، رغم أنه من بديهيات العلاقات الدولية والدبلوماسية، فكيف يتم حوار بين دول في حين إحدى هذه الدول تمارس الانتهاكات والتعديات على الدول الأخرى الأطراف في عملية التفاوض والحوار؟ هذا عبث تهدف تركيا من ورائه إلى لي ذراع أوروبا وابتزازها وهذا أمر واضح».

 

انتهاكات

يرى يانيس غوس تزيفوس، أستاذ السياسة الدولية في جامعة «باتراس» اليونانية، أنّ تركيا أعلنت أكثر من مرة دعمها مبادرة «ستولتنبرغ» الرامية لمنع وقوع أي اشتباك بينها واليونان في المتوسط، إلّا أنّ سفنها الحربية تنتهك في الوقت نفسه المياه الإقليمية والاقتصادية لقبرص واليونان، مشيراً إلى أنّ أنقرة أعلنت تلبية الدعوة لمبادرة قدمها الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة والأمنية، جوزيب بوريل، لحل الخلافات مع قبرص واليونان، فيما يتمادى مسؤولوها في الهجوم على نظرائهم في اليونان وقبرص بل حتى الأوروبيين، بما يؤكد سعي أنقرة لخلق صراع «شعبوي» حتى موعد الانتخابات التركية في العام 2023.

Email