وساطة روسية أمام استعراض عضلات تركي بـ«المتوسط»

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، خلال زيارة لقبرص إن موسكو مستعدة للمساعدة على تخفيف التوتر في شرق البحر المتوسط حيث تخوض قبرص واليونان مواجهة مع تركيا بشأن الحقوق البحرية والطاقة. وأضاف لافروف إن «روسيا تعد أن أي تصعيد آخر في المنطقة غير مقبول وتدعو جميع الأطراف إلى تسوية كل النزاعات عبر الحوار حصراً وعلى أساس القانون الدولي». وتابع «نحن مستعدون لتقديم المساعدة لإقامة هذا الحوار إذا طلب الطرفان ذلك».

والتقى لافروف في نيقوسيا الرئيس نيكوس أناستاسيادس ووزير الخارجية نيكوس كريستودوليديس، وهو يزور قبرص بمناسبة مرور 60 عاماً على استقلالها وعلى العلاقات الثنائية مع روسيا، ولكنه انتهز الفرصة لانتقاد نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة، واصفاً إياها بـ«اللاعب الخارجي».

ورغم أن لافروف لم يخض في التفاصيل، فإن هذه التصريحات تأتي بعدما رفعت واشنطن جزئياً حظر توريد أسلحة إلى قبرص استمر 33 عاماً. كما يأتي في حين تعمد تركيا في الآونة الأخيرة للتصعيد في البحر المتوسط وتستفز اليونان. فعند المرور من مضيق البوسفور الذي يفصل أوروبا عن آسيا في العام الماضي، وجه أسطول تركي التحية إلى قبر القائد البحري والقرصان التركي بربروس الذي يعود إلى القرن السادس عشر، بما يحيي تقليداً يعود إلى أيام سيطرة الإمبراطورية العثمانية على المتوسط.

رمزية الحدث

هذه الواقعة تحمل الكثير من الرمزية، بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء. ويعكس نمو القوة البحرية التركية مدى رغبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تأكيد أطماع تركيا.

وتنقل وكالة الأنباء الألمانية عن ريان غينغراس الأستاذ في قسم شؤون الأمن القومي في مدرسة البحرية للدراسات العليا في كاليفورنيا والمتخصص في الشأن التركي، قوله «ليس بعيداً جداً عن السطح، توجد مجموعة من الدوافع وراء التحركات التركية... تركيا ترى نفسها محاطة بالخصوم والأعداء وأنها ستستخدم القوة لتأكيد وجودها لأنها قادرة على ذلك».

وحدد أردوغان عام 2023 الذي يوافق ذكرى مرور 100 عام على قيام الجمهورية التركية كتاريخ لتحقيق الاستقلال الكامل في مجال السلاح وهو ما يبدو أمراً بعيداً عن الواقع. ولكن مما يعزّز الشكوك في إمكان تحقيق هذا الهدف تعثر الاقتصاد التركي البالغ حجمه 750 مليار دولار، وخاصة مع تصاعد التوتر مع الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الرئيس لتركيا، والذي يهدد بمعاقبتها بسبب أنشطتها في المنطقة.

وسيلة ضغط

وحتى الآن لم يتضح إلى أي مدى يمكن التعامل مع عدوانية أردوغان بجدية. ففي مقابلة مع «بلومبرغ» قال إبراهيم قالن المتحدث باسم أردوغان ومستشاره إن تركيا تستهدف الضغط على شركائها في البحر المتوسط لكي يضعوا المصالح التركية في حسابهم، ويتفاوضوا مع تركيا بعد سنوات طويلة من تجاهلها.

وتقول اليونان إنه يجب وضع الجزر في الاعتبار عند حساب الجرف القاري للدولة صاحبة الجزيرة في شرق المتوسط، وفقاً لمعاهدة الأمم المتحدة للبحار، والتي لم توقع عليها تركيا. ورغم أن استعراض تركيا قوتها في المنطقة جذب الاهتمام الدولي إليها، فإنه ترك شعبها البالغ تعداده 83 مليون نسمة في شبه عزلة دولية.

Email