تغيّر المناخ .. خطرٌ يتربّص بالعالم ويتهدّد الإنسانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يزال ملف المناخ أولوية عالمية في ظل المخاوف من تداعيات كارثية ربما تحل بالعالم خلال عقود قليلة إن لم تكن سنوات. تتكرّر تحذيرات المؤسسات والهيئات الدولية، لاسيّما الأمم المتحدة، من تهديد وشيك يتربص العالم، حال عدم اتخاذ الحكومات خطوات جادة لزيادة التركيز على خفض الانبعاثات، وإطلاق سياسات تثني المجتمعات عن استهلاك الوقود الأحفوري. ت

ذهب التحذيرات الأممية مبلغاً بعيداً في نظر الكثيرين بالتحذير من هلاك الإنسانية، حال ظلّت الأوضاع على حالها، وتحض في الوقت نفسه القوى العالمية على التكاتف وإعادة تجهيز الاقتصادات من أجل مستقبل أخضر، إذ إنّ الحاجة للعمل بشأن المناخ أضحت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.

وفيما يدخل اتفاق باريس التاريخي بشأن المناخ، حيز التنفيذ خلال العام الجاري، في مسعى للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة، وجهّت الولايات المتحدة لطمة قوية لجهود الحد من تغير المناخ عندما صدمت العالم قبل نحو ثلاث سنوات بإعلانها رغبتها الانسحاب من اتفاق باريس، وهو التهديد الذي نفذته بعد ذلك، الأمر الذي بعثر الجهود الدولية لتحقيق الهدف المنشود.

تبدو الصورة قاتمة إلى حد كبير في عيني الأمم المتحدة التي ترى في التوقعات حول السنوات الخمس المقبلة بشأن العواصف والجفاف والآثار الدراماتيكية على الظروف المعيشية لكثير من الناس حول العالم، رهيبة للغاية، فيما لا ترى حلاً أنجع من الاستيقاظ الآن للأخطار المحدقة.

وتشدّد الأمم المتحدة على أنّ الفشل في القدرة على احتواء فيروس «كورونا»، بسبب غياب التنسيق الدولي الكافي، يجب أن يجعل الدول تدرك حاجتها لتغيير المسار والعمل معاً بشأن المناخ، باعتباره أكبر مهدّد من الوباء ذاته، فهو تهديد للحياة والكوكب.

لا يبدو العالم في حاجة إلى التكاتف أكثر من الآن في ظل تهديد جدي تتعالي التحذيرات منه كل حين، فيما يظل اتفاق باريس الحاضنة الوحيدة لتحقيق الهدف هذا إن اصطفت دول العالم في خندق واحد لنجاة الكوكب بأكمله.

Email