القادة النساء يتفوقن في احتواء «كورونا»

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بدا لافتاً نجاح الدول، التي تقودها نساء في التعامل مع وباء «كورونا»، أمر يعزوه الكثيرون إلى عوامل عدة في مقدمتها لغة الخطاب، التي استخدمتها القادة النساء وطريقة شرحهن للوباء مع الشعوب، فيما فشلت دول أخرى عدة في الأمر، ففيما استهان الرئيس البرازيلي على سبيل المثال بالفيروس ووصفه بأنّه مجرد «عدوى صغيرة»، رافضاً في الوقت نفسه فرض تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي بما جر البلاد إلى «هاوية الإصابات»، لجأت عدد من قادة الدول النساء لإجراء حوار شفّاف جنّب دولهن المصير ذاته.

وتقف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على رأس القائدات اللائي أدرن تفشي فيروس «كورونا» بمنهجية فعّالة، بعد تمكنها من القيام بتفسيرات عملية عميقة حول الوباء، اتسمت بالرصانة والوضوح، فيما تحدثت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، والتي سجلت بلادها 22 حالة وفاة فقط حتى الآن، مع مواطنيها عبر الفيديو بطريقة غير رسمية وتفاعلية، إلا أنها مطمئنة وذات مصداقية في الوقت ذاته.

بدورها، أخبرت إيرنا سولبرغ، رئيسة وزراء النرويج، والتي سجلت بلادها 264 حالة وفاة، أطفال النرويج بأنّه ليس من العيب الشعور بالخوف عند حدوث أشياء كثيرة في الوقت نفسه، الأمر الذي أظهر جانباً إنسانياً طبيعياً خلال تفشّي الجائحة.

علمياً، تظهر دراسة جديدة أجرتها جامعتا ليفربول وريدينغ في بريطانيا، أن الدول التي تقودها نساء، تعرضت لنصف عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس بشكل متوسط، مقارنة بالدول الأخرى، وفق ما أورد موقع «بلومبرغ»، إذ اطلعت الدراسة على بيانات منذ تفشي الوباء وحتى 19 مايو، وقارنت الدول الـ19 التي تقودها نساء، بالدول المجاورة. وأشارت الدراسة، إلى أنّ سبب تفوق القادة النساء في إدارة أزمة «كورونا»، تعود لإسراعهن بتطبيق الإغلاقات مبكراً، الأمر الذي خفض الإصابات في وقت الذروة. وقال موقع «بلومبرغ»، إن استجابة القادة النساء للفيروس بشكل أسرع، يرجع إلى طبيعة النساء، التي قد تكون أكثر استجابة للمخاطر عموماً. ووفق الدراسة البريطانية، فإن النساء عموماً يجازفن بشكل أقل الأمر بالصحة، فيما يجازفن بشكل أكبر في الأمور المادية، على عكس الرجال، الأمر الذي يفسّر الإجراءات الوقائية السريعة للقادة النساء اللاتي أخذن مجازفة اقتصادية كبيرة عبر الإغلاقات المبكّرة. وتميل النساء إلى التواصل بشكل مختلف تماماً مع المواطنين، إذ لطالما ساد الافتراض بأن القادة النساء يملن نحو أسلوب أكثر ديمقراطية أو تشاركية، فيما يتبع الرجال الرجال أسلوباً «أكثر توجيهية».

Email