«كوفيد 19».. العالم يستدعي خيار القيود ويتفادى الإغلاق

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد التقدّم الكبير الذي أحرزه العالم في السيطرة على فيروس كورونا، بما حد وبشكل لافت من عدد الوفيات، وأعاد مظاهر الحياة إلى مختلف المدن الكبرى، ودارت إثره عجلة الاقتصاد بعد شهور من التوقّف، تعرّض الأمل بتجاوز الوباء لانتكاسة بعد ارتفاع أعداد الإصابات، بما أجبر الكثير من الدول على العودة إلى بعض الإجراءات الاحترازية ومن دون اللجوء إلى الإغلاق الكامل.

ما تزال الولايات المتحدة تعاني تفشي الفيروس الذي تجاوز عدد مصابيه ستة ملايين ووفيات تلامس حدود مئتي ألف، ولا سيّما مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التي لم يتبقَ لها سوى شهرين. يسابق الأمريكيون الزمن لوقف تفشي الفيروس بالرهان على لقاح يطوي صفحته إلى غير رجعة، وهو رهان يبقى محفوفاً بالمخاطر، في ظل الأنباء التي تتناثر بين يوم وآخر بأنّ اللقاح المنتظر قد لا يتوافر قبل منتصف العام المقبل.

وفي الجارة الجنوبية البرازيل لا تبدو الأوضاع أفضل حالاً في ظل تفشٍّ وصل بأعداد المصابين إلى أكثر من أربعة ملايين، فيما لا تزال الحصيلة في ارتفاع مستمر، الأمر الذي أوقف خطط البلاد للتوسّع في استعادة النشاط والعودة إلى الحياة الطبيعية، في الوقت الذي تسابق فيه البلاد الزمن لإنتاج لقاح بدأت المرحلة الثالثة من تجاربه السريرية. وتبرز الهند كآخر بؤر تفشي «كورونا» .

والتي سجلت أرقام إصابات قاربت 4 ملايين، لتحمل راية أكثر بلدان القارة الآسيوية تضرّراً من الفيروس القاتل، إلّا أنّها لم تستسلم للوباء وقرّرت تخفيف إجراءاتها في محاولة لإنعاش الاقتصاد، إذ ستبدأ خلال سبتمبر الجاري إقامة تجمّعات ثقافيّة ورياضيّة وسياسيّة، وتستأنف خدمة المترو في كبرى مدنها مثل بومباي ونيودلهي تدريجياً، فيما ستبقي المدارس والثانويات مغلقة حتى إشعار آخر.

ولعل اللافت في الأمر، مخالفة قارة إفريقيا التوقّعات التي وضعتها في ورطة صحية وكارثة حقيقية، في ظل قدراتها الصحية المتواضعة، إذ بدأت أكثر دولها معاناة وهي جنوب إفريقيا في التعافي من الفيروس من حيث الإصابات والوفيات معاً. ويرجع الخبراء تراجع أعداد الإصابات في إفريقيا إلى نسبة الشباب التي تهيمن على ديمغرافية القارة.

أما في أوروبا، وبعد أن ظنّت القارة العجوز أنها قد تجاوزت أزمة كورونا التي عاشت كوابيسها شهوراً قاتمة، عصفت الإصابات الجديدة بهذه القناعة، وأجبرت الكثير من دولها على التفكير مجدداً في القيود ومن دون اللجوء لخيار الإغلاق.

Email