«لقاح كورونا».. قصير طريقه أم يطول؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

يطارد العالم من أقصاه إلى أقصاه «لقاح كورونا» في ظل تزايد أعداد الإصابات في جل الدول، واستمرار تأثير الوباء على مختلف نواحي الحياة، رغم عودة عدد من الدول إلى فتح بعض أنشطتها وعودة دوران عجلة الاقتصاد.

يدرك الجميع ربما أنّه ما من حل لتجاوز هذا الواقع المضطرب سوى بتوفير لقاح فعّال يعيد الأمور على ما كانت عليه قبل مارس الماضي، إلّا أنّ طريق الوصول إلى اللقاح لا يبدو ممهداً أو مفروشاً بالورود بل تملأ جنباته الأشواك.

تبرز روسيا كأول دولة تعلن التوصّل إلى اللقاح، إلّا أنّ حملة التشكيك التي قادتها عدد من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا في اللقاح الروسي خفّض كثيراً من حجم الآمال، إلّا أنّ ذلك لم يمنع موسكو من المراهنة عليه ووصف حملة التشكيك «الأوروبو أمريكية» بأنّها لا تعدو كيداً سياسياً.

وفي الولايات المتحدة يسابق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الزمن للتوصّل إلى اللقاح عله يمهّد له الطريق نحو ولاية ثانية في البيت الأبيض، وقطع الطريق أمام منافسه الديمقراطي، جو بادين، الذي سيؤزم إنتاج اللقاح من موقفه ويقلّل حظوظه في السباق الرئاسي، ولعل هذا ما يفسّر وفق مراقبين، الإعلان عن توزيع اللقاح في أمريكا قبل نوفمبر.

وعلى الرغم من طول الانتظار الذي يعيشه العالم، إلّا أنّ جاهزية اللقاح المرتقبة بعد عدة أشهر لن تكون قطعاً نهاية المشكلات، باعتبار أنّ تحصين الناس يتطلّب قد يتطلب حقنهم بجرعتين اثنتين وليس بواحدة فقط، ما يزرع المزيد من الأشواك في طريق التصدي للجائحة العالمية التي طال مقامها.

لا يبدو أنّ إنتاج لقاح «كورونا» سيحل الأزمة ويقضي على الجائحة في ظل العقبات التي ستعترض طريق إنتاج كميات كبيرة منه حتى في حال إثبات فعاليته، إذ ينتظر مليارات الناس نصيبهم من اللقاح، مع وجود حقيقة أنّ الإنتاج سيكون في حدود ضيّقة والكميات المنتجة منه ستكون محدودة للغاية ولن تصل لأعداد كبيرة من الناس إلّا بعد زمن طويل قد يصل عاماً كاملاً. تبدو الصورة قاتمة أحياناً بشأن فيروس «كورونا» في ظل البطء الذي ينتظم معامل العالم التي تعمل ليل نهار لإنتاج اللقاح، وما من أحد يعرف موعداً لإنتاج اللقاح على الرغم من إعلان هذه الدولة أو تلك نجاحها في التوصّل إليه.

Email