مغامرة تركيا في المتوسط تزيد من التوتر مع أوروبا

ت + ت - الحجم الطبيعي

أدى برنامج التنقيب التركي في المنطقة الغنية بالغاز، الذي تعتبره اليونان غير قانوني، إلى توتر شديد بين البلدين، في الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية الألماني، الذي زار البلدين الأسبوع الماضي، إن «أي شرارة صغيرة قد تؤدي إلى كارثة»، بينما قالت اليونان أإن «جنون العظمة والاغترار بالنفس على الجانب الآخر من بحر إيجة يمثلان أساساً ضعيفاً لصنع القرار».

 اتهامات

واصلت اليوم الأحد اليونان وتركيا، تبادل الاتهامات في إطار خلافاتهما حول احتياطات الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط.

وقال وزير الطاقة اليوناني كوستيس هاتزيداكيس، لقناة «سكاي» الإخبارية، إن تركيا تستخدم تهديدات الحرب لمواصلة سياسات القرن التاسع عشر.

أضاف هاتزيداكيس، إن «جنون العظمة والاغترار بالنفس على الجانب الآخر من بحر إيجة يمثلان أساساً ضعيفاً لصنع القرار». يأتي هذا في ظل تهديد تركيا الصريح لليونان برد عسكري في حال قامت اليونان بتوسيع نطاق مياهها الإقليمية في بحر إيجة، فيما كان نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي قال أمس (السبت)، إنه لا ينبغي لأحد أن يتوقع من تركيا التراجع خطوة إلى الوراء بخصوص فعاليات التنقيب شرق المتوسط، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.

وكان رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أعلن أنه سيتم توسيع منطقة السيادة اليونانية في البحر الأيوني (التابع للبحر المتوسط)، التي تواجه إيطاليا، من ستة إلى 12 ميلاً بحرياً (11 إلى 22 كيلو متراً).

 تحذير

 في الأثناء، حذرت صحيفة «تليجراف» البريطانية من اندلاع حرب بين اليونان وتركيا، في ظل تصاعد التوترات بين البلدين في شرقي البحر المتوسط، معتبرة أن هناك عاملين رئيسيين يزيدان من خطورة هذه الأزمة. جاء هذا في تقرير نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني تحت عنوان: «تركيا واليونان يحدقان في الهاوية، في وقت تنذر فيه التوترات في البحر المتوسط بالانزلاق إلى صراع».

ورأت الصحيفة أن تركيا تشعر بأنها محاصرة بالحدود البحرية، التي وضعت قبل نحو قرن. في الوقت ذاته يتهم الكثيرون في الغرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باتباع مغامرات عثمانية جديدة لتوسيع مجال نفوذ بلاده.

وتصاعدت التوترات بين تركيا واليونان، بعد أن أرسلت تركيا سفينة أبحاث للمسح الزلزالي في المنطقة المتنازع عليها في وقت سابق من هذا الشهر، في خطوة دفعت اليونان إلى رفع حالة التأهب. وجاء إرسال تركيا هذه السفينة في تحد لاتفاقية «يونانية مصرية» أُبرمت لإنشاء منطقة اقتصادية خالصة في المياه، التي تحتوي على احتياطات نفط وغاز.

وتحاصر هذه الاتفاقية اتفاقية تركيا مع ما سمي بحكومة الوفاق.

ودخل على خط المواجهة بين تركيا واليونان كل من الناتو، والاتحاد الأوروبي، الذي يدرس يوم 24 سبتمبر الجاري بسط عقوبات اقتصادية على أنقرة تمس أيضاً السفن والملاحة البحرية.

وفي ظل هذه التوترات حذر هايكو ماس وزير الخارجية الألماني هذا الأسبوع من أن البلدين يحدقان في «الهاوية».

وقال هايكو ماس إن الموقف: «خطير للغاية، أياً كان الشخص الذي يقترب أكثر وأكثر من الهاوية يمكن في بعض النقاط أن يسقط. لا أحد يريد أن يحل هذا الصراع عسكرياً، والذي سيكون حتماً ضرباً من الجنون، أي إثارة مهما كانت صغيرة يمكن أن تؤدي إلى كارثة».

Email